غوتيريش يدعو دول العالم للوفاء بالتزاماتها المالية لحفظ السلام

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الثلاثاء، الدول الأعضاء إلى الالتزام الكامل بواجباتها المالية تجاه المنظمة، وخاصة في ما يتعلق بتمويل عمليات حفظ السلام، محذرًا من أن "النزاعات لم تكن يوماً كثيرة إلى هذه الدرجة" منذ تأسيس الأمم المتحدة. 

جاءت هذه التصريحات في مستهل الاجتماع الوزاري المعني ببعثات حفظ السلام، والذي تستضيفه العاصمة الألمانية برلين كل عامين ويُعد منصة رئيسية لدعم هذه العمليات، وفق وكالة "فرانس برس".

شدد غوتيريش على أن "تمويل كل أنشطتنا هو راهنًا على المحك، وحفظ السلام ليس استثناء"، لافتا إلى أن الميزانية المخصصة لهذه البعثات، والموزعة على الدول الأعضاء البالغ عددها 193 دولة، لا تمثل سوى 0.5% فقط من إجمالي النفقات العسكرية العالمية، ورغم ذلك فإن سداد الدول اشتراكاتها لا يتم في المهل المطلوبة. 

وأضاف: "العالم بحاجة إلى الأمم المتحدة اليوم أكثر من أي وقت مضى"، في إشارة إلى تصاعد الأزمات في مناطق عديدة حول العالم.

تبعات التخفيضات الأمريكية

جاءت تصريحات الأمين العام عقب قرارات بتخفيضات مالية كبيرة اتخذتها الولايات المتحدة، أكبر ممول للمنظمة، مست الأمن الإنساني والبرامج الأممية. 

وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد خفضت تمويل برامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بنسبة 92%، وهو ما أثار قلقًا كبيرًا لدى المجتمع الدولي، خاصة في ظل الأعباء المتزايدة للأمم المتحدة في مناطق النزاع.

وأكد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، خلال الاجتماع، أنه لا يمكن لأوروبا تعويض النقص المالي الناجم عن الانسحاب الأمريكي، قائلاً: "لا يمكننا تعويض دور الولايات المتحدة، وليس ذلك ممكنًا"، وأعرب عن عزمه مناقشة الأمر مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو. 

ومن جانبه، شدد وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس على أن "حفظ السلام ليس ترفًا، بل ضرورة لضمان استقرار العالم".

نقاشات حول إصلاح البعثات

يبحث المشاركون خلال الاجتماع، الذي يستمر حتى الأربعاء، السبل المستقبلية لتحسين فاعلية بعثات حفظ السلام، وتقديم مقترحات لجعلها أكثر مرونة وقابلية للتكيف في مواجهة الأزمات المتغيرة. 

ويُتوقع أن تسفر المداولات عن توصيات تهدف لتعزيز الصمود والتخطيط الاستراتيجي لهذه القوات، التي تُعتبر من أكثر أدوات الأمم المتحدة فاعلية في دعم الأمن والسلم الدوليين.