كرة القدم في الأمم المتحدة.. منصة عالمية لتحقيق أهداف التنمية

كرة القدم في الأمم المتحدة.. منصة عالمية لتحقيق أهداف التنمية
فتيات يلعبن كرة القدم في المغرب

شهد مقر الأمم المتحدة في نيويورك هذا الأسبوع حدثًا رياضيًا إنسانيًا بارزًا بمناسبة اليوم العالمي لكرة القدم، حيث شارك قادة المنظمة الدولية شخصيات رياضية رفيعة في "منتدى كرة القدم من أجل أهداف التنمية المستدامة"، وبرز من بين المتحدثين ناصر الخوري، المدير التنفيذي لـ"مؤسسة الجيل المبهر" القطرية، التي سعت منذ انطلاقها في 2010 إلى تسخير الرياضة كقوة للتنمية والتمكين.

مبادرة تمتد إلى 75 دولة وتخدم مليون مستفيد

أوضح الخوري أن المؤسسة، التي انطلقت ضمن ملف استضافة قطر لكأس العالم 2022، لم تتوقف بعد انتهاء البطولة، بل تحولت إلى كيان تنموي عالمي، بنَت 30 ملعبًا في مخيمات ومجتمعات محرومة، وتوسعت لتشمل 75 دولة حول العالم بالتعاون مع الأمم المتحدة وشركاء دوليين وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

وأكد أن المؤسسة تعمل على برامج تعليمية ونفسية ورياضية، استفاد منها حتى الآن أكثر من مليون شخص.

كرة القدم كلغة عالمية للتواصل والتمكين

قال الخوري إن كرة القدم ساعدت على بناء جسور التفاهم بين شعوب وثقافات مختلفة، مشيرًا إلى "مهرجان الجيل المبهر للشباب" في الدوحة، حيث التقى شباب من مختلف الدول وتبادلوا التجارب حول التنمية والقيادة المجتمعية.

وأضاف: "رأينا كيف يمكن للرياضة أن تخلق مساحات للحوار والاحترام والسلام".

وفي مجال تمكين المرأة، أشار الخوري إلى إنشاء مراكز رياضية آمنة للفتيات في دول مثل الأردن والمغرب، مع احترام الخصوصيات الثقافية، مشددًا على أهمية وجود بيئة تسمح بمشاركة الجميع دون تمييز.

من مخيمات اللاجئين إلى الملاعب العالمية

روى الخوري قصة أربعة لاجئين سوريين من الأردن أصبحوا اليوم لاعبين في أحد الأندية البرازيلية، وذلك بعد مشاركتهم في برامج "الجيل المبهر"، وتم توثيق رحلتهم في فيلم وثائقي يحمل عنوان "الحلم"، يبرز كيف يمكن للرياضة أن تكون وسيلة للهروب من اليأس نحو الأمل.

كما أشار إلى جهود المؤسسة في تقديم دعم نفسي واجتماعي لأطفال فلسطينيين نازحين من غزة، من خلال أنشطة رياضية تساعدهم على تجاوز الصدمات.

دروس تتجاوز الملاعب

أكّد الخوري أن أحد أهم الدروس المستفادة من استضافة قطر لكأس العالم هو أن الإرث لا يُقاس بالملاعب والبنى التحتية فقط، بل بمدى قدرة الحدث على إحداث تغيير إيجابي في المجتمعات، منوهاً بأن الشراكات المتجذّرة في القيم، وتمكين المجتمعات، هما مفتاح النجاح المستدام.

أثر كرة القدم في التنمية

اختُتم المنتدى في الأمم المتحدة بإعلانٍ تبناه المشاركون، يؤكد التزام المجتمع الرياضي بتوسيع استخدام كرة القدم كوسيلة لتسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويتضمن الإعلان العمل عبر المنصات الإعلامية، مجتمعات المشجعين، والبطولات لتسليط الضوء على قضايا البيئة، والمساواة، والصحة والتعليم.

يُحتفل باليوم العالمي لكرة القدم لأول مرة في 25 مايو 2024، بقرار من الأمم المتحدة، بهدف تسليط الضوء على القوة التحويلية للرياضة في دعم جهود التنمية، وتعد مؤسسة الجيل المبهر واحدة من أبرز المبادرات التي استخدمت كرة القدم لتحقيق التغيير المجتمعي، ودمج الرياضة في السياسات الإنسانية والتعليمية عبر العالم.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية