زعيم اليمين في هولندا يهدّد بإسقاط الحكومة إن لم تُلبّ مطالبه حول الهجرة
زعيم اليمين في هولندا يهدّد بإسقاط الحكومة إن لم تُلبّ مطالبه حول الهجرة
هدّد زعيم اليمين المتطرف الهولندي غيرت فيلدرز، يوم الاثنين، بالانسحاب من الائتلاف الحاكم في البلاد، إذا لم تُنفّذ مطالبه المتشددة بشأن الهجرة غير الشرعية في غضون أسابيع قليلة، ما ينذر بأزمة سياسية محتملة قد تؤدي إلى انتخابات مبكرة.
أطلق فيلدرز تحذيره خلال مؤتمر صحفي مفاجئ عقده في لاهاي، قائلاً: "لقد نفد صبرنا، الناخبون الذين وضعونا في الصدارة ينتظرون أن نفي بوعودنا" بحسب فرانس برس.
وكشف زعيم حزب الحرية في هولندا عن خطة مؤلفة من عشرة إجراءات، تمحورت حول تقييد الهجرة وتشديد الرقابة على الحدود، وطالب بإغلاق مراكز اللجوء ووقف استقبال طالبي الحماية، فضلاً عن طرد الأجانب مزدوجي الجنسية المدانين بجرائم.
قال فيلدرز بلهجة حادة: "يجب أن نُغلق مراكز اللجوء، يجب أن يعود عشرات الآلاف من السوريين إلى بلدهم، وإذا تجاوزت الحدود وتصرّفت بسوء، فعليك مغادرة البلاد".
تهديد بالخروج من الحكومة
لوّح فيلدرز بخيار الانسحاب من الائتلاف إذا لم تُنفّذ هذه التغييرات الجوهرية أو إن طُبقت بشكل جزئي فقط، مضيفاً: "إذا لم يحدث شيء، فسوف نغادر".
أقرّ مع ذلك بأن بعض التدابير قد يتطلب تطبيقها وقتاً أطول، لكنه طالب باتخاذ قرارات سياسية واضحة وسريعة.
وضع سياسي هش
شارك حزب الحرية في الحكومة الهولندية بعد فوزه في انتخابات نوفمبر 2023، حيث حصل على 37 مقعداً في البرلمان المؤلف من 150 مقعداً، ليصبح الكتلة الكبرى في الائتلاف الرباعي بقيادة رئيس الوزراء ديك شوف.
تراجعت شعبية الحزب أخيرًا بحسب استطلاعات الرأي، لكنه لا يزال ضمن الأحزاب الثلاثة الأكثر نفوذاً، إلى جانب الحزب الليبرالي (حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية) وتحالف حزب العمال/الخضر.
يُعرف غيرت فيلدرز بخطابه المتشدد ضد الهجرة والإسلام، وقد شكّل دخوله إلى الحكومة الهولندية تطوراً لافتاً في السياسة الأوروبية بعد سنوات من بقائه في المعارضة.
يمثّل ملف الهجرة نقطة توتر رئيسية داخل الائتلاف الحكومي الهش، حيث تختلف توجهات الأحزاب المشاركة بشأن كيفية التعامل مع اللجوء والاندماج.
سبق لفيلدرز أن هدّد بالانسحاب أكثر من مرة، لكن الحكومة استمرت حتى الآن رغم التحديات، فيما تخشى الأوساط السياسية أن يؤدي خروجه إلى شلل سياسي وانتخابات مبكرة.