إسرائيل تحض "حماس" على قبول مقترح الهدنة الأمريكي أو القضاء عليها
إسرائيل تحض "حماس" على قبول مقترح الهدنة الأمريكي أو القضاء عليها
حضّت إسرائيل، الجمعة، حركة حماس الفلسطينية على القبول بالمقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة منذ هجوم 7 أكتوبر 2023، مهددة بـ"القضاء عليها" في حال الرفض، في وقت أكّد فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن التوصل إلى هدنة بات "قريباً جداً".
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الجيش "يواصل عملياته بكل قوة"، وإن حماس أمام خيارين "إما قبول اتفاق ويتكوف أو القضاء الكامل"، ويشير كاتس إلى المقترح الذي قدمه ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، والذي أبدت حماس تحفظات عليه بحسب فرانس برس.
وفي المقابل، تستمر الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، المحاصر منذ أكثر من 20 شهراً، والذي تحول إلى أنقاض بفعل القصف الإسرائيلي الكثيف، ووفق الأمم المتحدة، فإن سكان القطاع باتوا في مواجهة مباشرة مع المجاعة، و"ما يُسمح بدخوله لا يشكل سوى قطرة في محيط".
وأعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن نهب مستودعات طبية في دير البلح من قبل مسلحين، كانت تحتوي على مساعدات وصلت حديثاً عبر معبر كرم أبو سالم، وهو ما يبرز هشاشة الوضع الأمني والمعيشي في القطاع.
خسائر بشرية في غزة
أكدت وزارة الصحة التابعة لحماس أن عدد ضحايا الهجمات الإسرائيلية المكثفة منذ استئناف العمليات في 18 مارس تجاوز 4058 شخصاً، ليرتفع إجمالي عدد الشهداء منذ بداية الحرب إلى 54,321 شخصاً، معظمهم من المدنيين، بينهم آلاف النساء والأطفال، وتُعد هذه الإحصاءات موثوقة وفق الأمم المتحدة.
وفي المقابل، قتل 1218 شخصاً في إسرائيل منذ هجوم حماس، معظمهم من المدنيين، ولا يزال 57 رهينة في غزة، تأكد مقتل 34 منهم على الأقل، بحسب بيانات الجيش الإسرائيلي.
تزامناً مع التصعيد في غزة، أعلنت إسرائيل خططاً لبناء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، متحدّية التحذيرات الدولية، بما فيها من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمم المتحدة، وعدّ وزير الدفاع الإسرائيلي هذه الخطوة جزءاً من "بناء الدولة اليهودية في يهودا والسامرة"، وهو الاسم التوراتي الذي تستخدمه إسرائيل للإشارة إلى الضفة الغربية.
وأدانت مصر الخطة بوصفها "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي"، في حين وصفت بريطانيا المشروع بأنه "عقبة متعمدة أمام حل الدولتين"، كما دانت منظمة التعاون الإسلامي هذه الخطوة، في بيان وقّعته 57 دولة.
حرب مستمرة
بدأت هذه الجولة من الحرب في 7 أكتوبر 2023، عندما شنّت حماس هجوماً واسعاً داخل إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من ألف مدني وخطف نحو 250 شخصاً، وردّت إسرائيل بعملية عسكرية شاملة ضد قطاع غزة، شملت ضربات جوية وحصاراً برياً وبحرياً، بهدف تفكيك البنية العسكرية لحماس وتحرير الرهائن.
ورغم مرور قرابة 20 شهراً على اندلاع القتال، فشلت الجهود الدبلوماسية المتعددة، التي شملت وساطة مصر وقطر والولايات المتحدة، في التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، كما شهدت المفاوضات تعثراً متكرراً، خصوصاً بسبب اختلاف الأولويات بين إسرائيل التي تصر على "القضاء على حماس"، وحماس التي تطالب بوقف دائم للعدوان ورفع الحصار.
وتشير تحليلات إلى أن استمرار الحرب دون أفق سياسي قد يعزز التطرف، ويُضعف فرص استقرار المنطقة على المدى البعيد، في وقت تُحذر فيه منظمات دولية من انهيار كامل للبنى التحتية الصحية والمعيشية في غزة.