الأمم المتحدة: غزة تواجه "الكارثة الأسوأ" منذ بدء الحرب
الأمم المتحدة: غزة تواجه "الكارثة الأسوأ" منذ بدء الحرب
وصف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) الوضع في قطاع غزة بأنه الأسوأ منذ اندلاع الحرب، مؤكدًا أن العملية الإنسانية تواجه عراقيل غير مسبوقة، وقال إنها من “أكثر عمليات الإغاثة تعقيدًا ليس فقط في العالم اليوم، بل في التاريخ الحديث”.
وأكد يانس لاركيه، المتحدث باسم أوتشا، في مؤتمر صحفي عقد الجمعة بجنيف، أن إسرائيل كقوة احتلال تفرض سيطرة مشددة على دخول وتوزيع المساعدات، مضيفًا أن الكميات التي تسمح بدخولها لا تتجاوز "التغذية بالتنقيط" في منطقة على شفا مجاعة كارثية وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
وأشار إلى أن آلية توزيع المساعدات التي اقترحتها إسرائيل، المعروفة بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، ليست محايدة ولا عملية، بل غير إنسانية، مؤكدًا أن ما يحدث هو يأس مأساوي غير إنساني، ويقوض تماما استجابة الأمم المتحدة.
فتح كل المعابر
أوضح لاركيه أن الحصول على الموافقات المطلوبة معقد للغاية، حيث تُمنح تصاريح ثم تُسحب بلا تفسير، فيما يقف أكثر من عشرة آلاف منصة إغاثية جاهزة خارج غزة، لكن السلطات الإسرائيلية تمنع عمدًا دخولها، رغم أنها ممولة من مانحين عالميين.
وقال المتحدث إن غزة أصبحت "المكان الأكثر جوعًا على وجه الأرض"، حيث يواجه 100% من السكان خطر المجاعة، مشيرًا إلى استيلاء مدنيين يائسين على شحنات مساعدات قليلة وصلت، واصفًا ذلك بأنه "رد فعل للبقاء"، مضيفًا: "لا نلوم المدنيين، فهذه المساعدات أساسًا ملك لهم".
وطالب لاركيه بإعادة فتح كل المعابر دون شروط، والسماح لوكالات الأمم المتحدة بتوصيل الغذاء مباشرة للعائلات أينما وُجدوا، مؤكدًا أن المسؤولية الأساسية تقع على عاتق إسرائيل، لا على السكان أو المؤسسات الدولية.
معاناة بلا توقف
بدوره، قال توماسو ديلا لونغا، المتحدث باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، إن الوضع في غزة "جحيم على الأرض"، مضيفًا: "إنه كابوس مستمر. لا توجد كلمات كافية لوصف المأساة. كل دقيقة تمر تحمل معها معاناة جديدة".
واعتبر أن صمت المجتمع الدولي وعدم اتخاذ إجراءات ملموسة "أمر محبط وغير مقبول"، رغم إدراك العالم لما يجري على مدار الساعة.
وفي السياق، أكد ستيفان دوغاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، أن الوضع في غزة بلغ مستوى كارثيًا غير مسبوق، مع استمرار القصف خاصة في شمال القطاع، حيث أُجبر آخر مستشفى عامل جزئيًا على الإخلاء.
وقال إن الأمم المتحدة تمكنت من إدخال خمس شاحنات فقط عبر معبر كرم أبو سالم، فيما أُجبرت 60 شاحنة أخرى على التراجع بسبب الاشتباكات المسلحة قرب المعبر، وكانت الشاحنات تحمل مساعدات طبية لمستشفى ميداني في دير البلح، لكنها تعرّضت للنهب من قبل مسلحين، في مشهد وصفه دوغاريك بـ"المأساوي".
وأكد أن المساعدات كانت مخصصة لأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد، وأن ما حدث يسلط الضوء على الفوضى الأمنية والانهيار الكامل لمنظومة الدعم الإنساني في غزة.
عنف المستوطنين في الضفة
كما قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن عنف المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية يتزايد بشكل مقلق، حيث أُصيب أكثر من 220 فلسطينيًا منذ بداية العام، في أعلى معدل منذ 20 عامًا.
وأشار دوغاريك إلى أن القيود الإسرائيلية المفروضة على التنقل في محافظة سلفيت تعرقل وصول نحو 90 ألف شخص للخدمات الأساسية كالرعاية الصحية والتعليم، مضيفًا أن تلك السياسات تفاقم المعاناة بشكل ممنهج.
منذ اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر 2023، تواجه المنطقة أسوأ كارثة إنسانية في تاريخها الحديث، مع حصار كامل فرضته إسرائيل ومنع شبه تام لوصول المساعدات، وأدى القصف المستمر إلى انهيار البنية التحتية الصحية والخدمية، بينما بات سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يعيشون تحت تهديد دائم بالمجاعة.
رغم المناشدات المتكررة، لم تُنفّذ خطوات عملية لوقف إطلاق النار أو تسهيل دخول المساعدات، ما دفع الأمم المتحدة للتحذير من أن غزة باتت المكان الأخطر والأكثر جوعًا في العالم.