بن غفير يهاجم مقترحات التهدئة ويدعو لدخول غزة "بكامل القوة"
بن غفير يهاجم مقترحات التهدئة ويدعو لدخول غزة "بكامل القوة"
دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني إيتمار بن غفير، اليوم الجمعة، إلى شن عملية عسكرية شاملة في قطاع غزة باستخدام "كامل القوة"، معتبراً أن رفض حركة حماس للمقترح الأميركي الأخير لوقف إطلاق النار يُسقط آخر مبررات التردد، ويضعف موقف إسرائيل في حسم المعركة.
وكتب بن غفير على حسابه في تطبيق "تلغرام"، مخاطباً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، قائلاً: "بعد أن رفضت حماس مرة أخرى اقتراح الاتفاق، لم تعد هناك أي أعذار.. يجب أن ينتهي الارتباك والتخبّط والضعف، أضعنا حتى الآن الكثير من الفرص".
وأضاف: "حان الوقت للدخول بكامل القوة، دون تردد، لتدمير وقتل حماس حتى آخر عنصر فيها"، في موقف يعكس خطاً تصعيدياً داخلياً يضغط على الحكومة لمواصلة العمليات العسكرية دون الالتفات إلى جهود التهدئة.
رفض مقترح أمريكي
وجاءت تصريحات بن غفير بعد أن أعلنت حركة حماس أن المقترح الأميركي الجديد "لا يلبّي الحد الأدنى من مطالبها"، وفي مقدمتها الوقف الكامل للحرب والحصار وفتح المعابر ودخول المساعدات دون قيود.
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كاورلاين ليفيت قد صرّحت الخميس بأن المقترح الجديد أُرسل إلى حماس بعد أن "وقّعت عليه إسرائيل وأيّدته"، لكن السلطات الإسرائيلية لم تؤكد رسمياً توقيعها، ما أثار شكوكاً حول مدى التزامها بالمبادرة فعلياً.
وكشفت مصادر مطلعة على المفاوضات أن المقترح الأميركي تضمن هدنة لمدة 60 يوماً قابلة للتمديد إلى 70 يوماً، مع اتفاق على تبادل الأسرى والرهائن على مرحلتين، حيث تُفرج حماس في الأسبوع الأول عن خمسة رهائن أحياء وتسعة متوفين، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
وفي الأسبوع الثاني، تُجرى عملية تبادل ثانية بنفس الأعداد، لكن مسؤول المكتب السياسي في حماس باسم نعيم صرّح الخميس أن "جوهر الرد الإسرائيلي يعني تأبيد الاحتلال واستمرار القتل والمجاعة"، مؤكداً في الوقت نفسه أن قيادة الحركة تدرس المقترح "بمسؤولية وطنية".
التصعيد على الأرض
ويأتي هذا التوتر السياسي والدبلوماسي في ظل مواصلة الجيش الإسرائيلي لعملياته العسكرية العنيفة داخل قطاع غزة، والتي خلفت، بحسب وزارة الصحة في غزة، أكثر من 54,249 قتيلاً، معظمهم من المدنيين، في حملة تُوصف بأنها الأكثر دموية منذ عقود، وتسببت بانهيار شبه كامل في البنى التحتية والخدمات الأساسية.
وفي المقابل، تشير الإحصاءات الإسرائيلية إلى أن هجوم حركة حماس في 7 تشرين الأول أكتوبر 2023 أسفر عن مقتل 1,218 شخصاً، معظمهم من المدنيين، إضافة إلى اختطاف 251 شخصاً لا يزال 57 منهم محتجزين في القطاع، وفق الجيش الإسرائيلي، الذي أكد مقتل 34 على الأقل من هؤلاء الرهائن أثناء احتجازهم.
وتعكس تصريحات بن غفير انقساماً متزايداً داخل الحكومة الإسرائيلية بين التيار اليميني المتطرف الذي يرفض أي حلول سياسية أو تهدئة، ودوائر أخرى تخشى من استمرار النزيف العسكري والسياسي والضغط الدولي.
كما تمثّل تصريحاته تحدياً مباشراً لجهود الوساطة الأميركية، وتُلقي بظلال من الشك على فرص نجاح أي مبادرة لوقف إطلاق النار في الوقت القريب.
وتأتي هذه التصريحات وسط تصاعد الأصوات الدولية التي تطالب بوقف الحرب وإنهاء الحصار، في ظل تفاقم الوضع الإنساني في غزة، واحتمالات تصعيد أوسع قد يمتد إلى جبهات أخرى في المنطقة.