"غوغل" تواجه تهديداً ببيع "كروم" أمام القضاء الأمريكي
"غوغل" تواجه تهديداً ببيع "كروم" أمام القضاء الأمريكي
عرضت شركة "غوغل"، الجمعة، أمام محكمة فيدرالية دفاعها الرافض لطلب وزارة العدل الأمريكية بيع متصفح "كروم"، وذلك خلال جلسة خُصصت للمرافعات الشفوية قبل صدور الحكم النهائي في القضية التي تدين الشركة بممارسة الاحتكار في قطاع البحث الإلكتروني.
وطالبت وزارة العدل الأمريكية بعقوبات صارمة، تشمل بيع متصفح "كروم" ومنع غوغل من عقد اتفاقيات حصرية مع مصنّعي الهواتف الذكية تضمن تثبيت محرك البحث الخاص بها كمحرك افتراضي وفق فرانس برس.
وشددت الحكومة على ضرورة إجبار غوغل على مشاركة البيانات المستخدمة لتوليد نتائج البحث، بما يعزز من فرص المنافسة ويكسر هيمنة عملاق التكنولوجيا.
تحذير من خسائر عالمية
ردّ محامي غوغل، جون شميدتلين، محذراً من أن تفكيك المتصفح سيُضعف من فاعليته وخدماته، قائلاً: "سلخ كروم عن غوغل سيُفقده الكثير مقارنة مع ما هو عليه اليوم".
وأشار إلى أن نحو 80% من مستخدمي "كروم" يتواجدون خارج الولايات المتحدة، محذراً من تأثير هذا الإجراء في مئات الملايين من الأشخاص الذين يعدونه "نافذتهم على العالم".
عرضت غوغل إجراءات أقل تطرفاً، تتضمن السماح لمصنعي الهواتف الذكية بتثبيت متجر التطبيقات "غوغل بلاي" مسبقاً، مع استثناء متصفح "كروم" ومحرك البحث من التثبيت المسبق، في محاولة لتخفيف المخاوف من الاحتكار دون المساس بالبنية الرئيسية لأعمالها.
لا مبالغة في الإجراء
رفض ممثل الحكومة، ديفيد دالكويست، حجة غوغل، مؤكداً أن إنشاء شركة فرعية أو فصل بعض الخدمات عن الشركة الأم ليس إجراءً غير مسبوق. وقال: "هذا النوع من الصفقات شائع وتم تنفيذه بنجاح في قضايا مشابهة".
وأكد شميدتلين أن الحكومة لم تقدم أدلة كافية تُثبت أن غوغل منعت فعلاً منافسيها من الحصول على حصة سوقية عادلة.
وأشار إلى حالة شركة "فيرايزون"، التي على الرغم من امتلاكها لمحرك "ياهو!"، استمرت في تثبيت محرك بحث غوغل على هواتفها الذكية، حتى دون عقد حصري.
بدأت القضية في أكتوبر 2023، حين رفعت وزارة العدل الأمريكية دعوى قضائية ضد غوغل، متهمة إياها باستخدام موقعها المهيمن في السوق لعقد صفقات حصرية مع شركات تصنيع الهواتف وشركات الاتصالات، ما يعوق المنافسة ويقيد الخيارات أمام المستخدمين.
وتأتي هذه القضية في وقت يواجه فيه محرك بحث غوغل تحديات غير مسبوقة من أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل "تشات جي بي تي" و"بيربلكسيتي"، التي بدأت تُغير شكل التفاعل مع الإنترنت ومصادر المعلومات.