"الأغذية العالمي": نصف سكان هايتي يواجهون الجوع وسط انهيار أمني
"الأغذية العالمي": نصف سكان هايتي يواجهون الجوع وسط انهيار أمني
حذّرت لولا كاسترو، المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، من أن 5.7 مليون شخص في هايتي، أي نصف عدد السكان، يواجهون مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، بينهم من هم في مرحلة الطوارئ.
وخلال مؤتمر صحفي عقدته في مقر الأمم المتحدة بنيويورك الثلاثاء، شددت كاسترو على أن العاصمة بورت أو برنس "أصبحت واحدة من أخطر الأماكن في العالم بالنسبة للنساء والفتيات"، لافتة إلى أن 6000 امرأة وفتاة أبلغن عن تعرضهن لأشكال مختلفة من العنف القائم على النوع الاجتماعي وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
انهيار النظام الغذائي
أشارت كاسترو إلى أن استمرار الصراع وانعدام الأمن في هايتي أدّيا إلى تعطيل النظم الغذائية وسلاسل التوريد في العاصمة وسائر أنحاء البلاد، مما زاد من صعوبة الحصول على الغذاء، خصوصاً في المناطق الأكثر فقراً.
ورغم التحديات، قالت المسؤولة الأممية إن البرنامج نجح في الوصول إلى 1.3 مليون شخص منذ بداية العام الجاري، لكن المخزون المتوفر لا يغطي إلا حتى شهر يوليو، ما يهدد بوقوع أزمة جديدة في حال حدوث موجة نزوح أو تفاقم الوضع الغذائي.
وأعربت كاسترو عن قلق عميق من دخول هايتي موسم الأعاصير في المحيط الأطلسي دون وجود احتياطات غذائية كافية أو تمويل للطوارئ، مشيرة إلى أن خطة الاستجابة لهذا العام لم تتلقَ سوى 8% من التمويل المطلوب.
وقالت: "نحن نبدأ موسم الأعاصير بمستودعات فارغة. ليس لدينا مخزونات أو أموال كافية لمواجهة أي طارئ. عاصفة واحدة فقط قد تعيد مئات الآلاف إلى كارثة إنسانية ومجاعة".
خطر على سبل العيش
حذّرت كاسترو من احتمال تقليص الدعم الغذائي المقدم لأطفال المدارس، إذا استمر نقص التمويل، ما سيؤثر في استمرار الأطفال في الدراسة، كما شددت على أهمية استمرار الشراء من المزارعين المحليين الذين يواصلون الإنتاج في بعض المناطق الريفية رغم التحديات.
وأضافت: "نحن بحاجة إلى ضمان ألا يفقد الأطفال تعليمهم، وأن نحافظ على سبل عيش المزارعين حيثما أمكن. هذا ليس فقط تدخلًا إنسانيًا، بل استثمار في الاستقرار طويل الأمد".
دعت كاسترو المجتمع الدولي إلى عدم نسيان هايتي، وتوفير التمويل العاجل لمنع كارثة جوع ومجاعة محتملة، مؤكدة أن تجاهل هايتي في هذا التوقيت قد يؤدي إلى فقدان مزيد من الأرواح، وتدمير ما تبقى من نسيجها الاجتماعي.
هايتي في قلب العاصفة
تعاني هايتي منذ سنوات من أزمة سياسية وأمنية متفاقمة، تسببت في شلل مؤسسات الدولة، وتفشي العنف، وانهيار الاقتصاد، وتفاقم الوضع منذ اغتيال الرئيس جوفينيل مويس عام 2021، مع تصاعد نشاط العصابات المسلحة في العاصمة وضواحيها.
وأصبح وصول الغذاء والخدمات الأساسية صعبًا، فيما ارتفعت معدلات النزوح الداخلي والعنف الجنسي، خاصة ضد النساء والفتيات، وتخشى المنظمات الأممية من تحول الوضع إلى كارثة إنسانية شاملة إذا لم يُتخذ إجراء فوري لدعم الاستجابة.