تحذير أمريكي من اختطافات عبر تطبيقات المواعدة في المكسيك
تحذير أمريكي من اختطافات عبر تطبيقات المواعدة في المكسيك
أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية، الأربعاء، تحذيرًا أمنيًا غير مسبوق للمواطنين الأمريكيين المسافرين إلى المكسيك، بعد سلسلة من حوادث الاختطاف التي تعرض لها مواطنون أمريكيون استُدرجوا عبر تطبيقات المواعدة الرقمية.
وأوضحت القنصلية الأمريكية في مدينة غوادالاخارا أن هذه الحوادث وقعت أخيرًا في منطقتي بويرتو فالارتا ونويفو ناياريت، وهما من أبرز الوجهات السياحية على الساحل الغربي المطل على المحيط الهادئ، وفق وكالة “فرانس برس”.
وأفادت القنصلية بأن عصابات إجرامية تقف خلف تلك العمليات، إذ يعمد المجرمون إلى التواصل مع الضحايا عبر تطبيقات التعارف مثل "تيندر" و"بامبل"، ثم يستدرجونهم إلى شقق خاصة أو فنادق أو مناطق نائية تحت ذرائع اللقاء الرومانسي، قبل أن يُختطفوا ويُطلب من عائلاتهم دفع فديات مالية ضخمة مقابل إطلاق سراحهم.
وأشارت الوزارة إلى أن هذا النوع من الجرائم قد يمتد إلى مناطق سياحية أخرى قريبة، في ظل نشاط منظمات إجرامية منظمة تستغل هذه الوسائل الرقمية.
نصائح أمنية للمسافرين
ودعت القنصلية المسافرين إلى توخي الحذر الشديد عند استخدام تطبيقات المواعدة أثناء زيارتهم للمكسيك، مطالبةً إياهم بمشاركة تفاصيل أي لقاء مع أصدقائهم أو أقربائهم مسبقًا، بما في ذلك مكان اللقاء، ومعلومات الشخص الذي سيتم مقابلته، واسم التطبيق المستخدم في التواصل.
وشددت على ضرورة الانسحاب الفوري من أي موقف يثير القلق أو الريبة، داعية إلى الوثوق بالحدس الشخصي وتجنب اللقاءات في أماكن معزولة.
ويأتي هذا التحذير في سياق اتساع ظاهرة تُعرف إعلاميًا باسم "سياحة تيندر"، وهي توجه متزايد لدى المسافرين لاستخدام تطبيقات المواعدة بهدف التعارف مع السكان المحليين أثناء الرحلات، إما لأغراض عاطفية واجتماعية أو للحصول على توصيات محلية وتوفير تكاليف الإقامة.
إلا أن هذا الاتجاه، رغم طابعه الترفيهي، أصبح عرضة للاستغلال من قبل العصابات، خصوصًا في الدول التي تعاني من فجوات أمنية.
تأثير سلبي في المناطق السياحية
ووجّه هذا التحذير ضربة قوية لسمعة مناطق مثل بويرتو فالارتا ونويفو ناياريت، اللتين تُعدّان من أشهر الوجهات السياحية المكسيكية، نظرًا لما تتمتعان به من شواطئ خلابة، وغابات استوائية، وحياة ليلية صاخبة، بالإضافة إلى تاريخهما كوجهات مفضلة لتصوير الأعمال السينمائية والتلفزيونية العالمية منذ عقود.
ويُخشى أن يؤدي هذا التحذير إلى تراجع الإقبال السياحي، خصوصًا من قبل الأمريكيين الذين يشكّلون شريحة واسعة من الزوار لتلك المناطق.
ولا تزال السلطات الأمريكية تراقب الوضع من كثب، مع تنسيق أمني مع نظيرتها المكسيكية لمحاولة تفكيك الشبكات المتورطة في هذه العمليات.
ودعت وزارة الخارجية رعاياها إلى مراجعة إرشادات السفر الرسمية، وتحديث معلومات التواصل في حالات الطوارئ، مؤكدة أنها تعمل على توفير الدعم القنصلي الكامل لأي مواطن أمريكي يقع ضحية لمثل هذه الحوادث في الخارج.