"معهد باستور ": مرض الخناق يعود إلى أوروبا الغربية ويهدد الفئات الأضعف

يتسلل وسط المهاجرين والمشردين

"معهد باستور ": مرض الخناق يعود إلى أوروبا الغربية ويهدد الفئات الأضعف
فحص طبي لأحد المرضى

اجتاح مرض الخناق/ الدفتريا (Diphtheria) مجددًا أوروبا الغربية في أكبر تفشٍ له منذ أكثر من سبعة عقود، مستهدفًا بشكل أساسي الفئات الأكثر ضعفًا، مثل المهاجرين الجدد والمشردين، وذلك وفق ما كشفه الخميس باحثون فرنسيون من معهد باستور والوكالة الفرنسية للصحة العامة.

362 إصابة في عام واحد

سجل المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها (ECDC) عام 2022، 362 حالة إصابة بالبكتيريا الوتدية الخناقية، المسببة للخناق، في موجة انتشار وصفت بأنها غير معتادة منذ عقود، ومنذ ذلك الحين، ارتفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 536 حالة، على الأقل، في عموم أوروبا، شملت ثلاث وفيات مؤكدة، بحسب فرانس برس.

مهاجرون ومشردون وذوو مناعة منخفضة

أوضح العلماء أن الغالبية العظمى من المصابين هم من الذكور المهاجرين حديثًا، خاصة من أفغانستان وسوريا، بمتوسط عمر 18 عامًا، حيث شكلت الإصابات الجلدية 77% من الحالات، مقابل 15% إصابات تنفسية.

أكدت الباحثة الفرنسية إيزابيل باران دو شاتليه أن انتشار العدوى لم يحدث في بلدان المصدر، بل خلال رحلات الهجرة الشاقة أو داخل مراكز الإيواء في أوروبا، ما يعكس هشاشة هذه الفئات صحياً واجتماعياً.

استمرار انتقال العدوى 

حلّل العلماء عينات وراثية لـ362 مريضًا من 10 دول، ووجدوا تشابهًا جينيًا كبيرًا بين السلالات، ما يرجّح أن العدوى نشأت من نقطة التقاء حديثة، وليست مرتبطة بأصل المرض في بلدان المصدر.

ربط الباحثون سلالة 2022 بسلالة مشابهة ظهرت مجددًا في ألمانيا عام 2025، ما يدل على أن البكتيريا لا تزال تنتقل خفيًا في أوروبا الغربية، وسط مخاوف من أن يؤدي الإهمال إلى تفشٍ أوسع.

دعوات عاجلة للتحرك 

دعا معدو الدراسة المنشورة في مجلة نيو إنغلاند الطبية (NEJM) إلى تعزيز جهود التطعيم والمراقبة الصحية، خاصة بين العاملين في المراكز الصحية ومعسكرات اللاجئين.

شددوا على ضرورة رفع الوعي الطبي بأعراض المرض التي قد تُخفى تحت مظاهر جلدية بسيطة، مؤكدين أن الخناق لا يزال يشكل تهديدًا حقيقيًا لغير الملقحين، ولمتعاطي المخدرات عن طريق الحقن، وكبار السن المصابين بأمراض مزمنة.

يُعد الخناق من الأمراض البكتيرية شديدة العدوى، وينتقل عبر الرذاذ التنفسي أو الاتصال المباشر مع الجلد المصاب، وكانت أوروبا قد نجحت إلى حد كبير في القضاء على المرض عبر برامج التلقيح خلال القرن العشرين، لكن ضعف التغطية بين الفئات الهشة وارتفاع وتيرة الهجرة غير النظامية في السنوات الأخيرة مهّدا الطريق لعودة المرض، وتستدعي عودة ظهوره تدخلات وقائية حاسمة لتفادي كارثة صحية وشيكة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية