19 وفاة بالحمى النزفية في العراق منذ بداية العام الجاري

19 وفاة بالحمى النزفية في العراق منذ بداية العام الجاري
الإصابات بمرض الحمى النزفية الفيروسية

أعلنت وزارة الصحة العراقية، الخميس، تسجيل 19 حالة وفاة نتيجة الإصابة بالحمى النزفية، من أصل 123 إصابة مؤكدة تم رصدها منذ مطلع العام الحالي، ما يثير القلق بشأن اتساع رقعة انتشار هذا المرض الفيروسي الخطير في البلاد.

وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة، الطبيب سيف البدر، في بيان رسمي، أن الإصابات توزعت في مناطق عدة، من بينها خمس وفيات سُجّلت في العاصمة بغداد. 

وأوضح أن "مئات الإصابات قد تماثلت سابقًا للشفاء بعد التشخيص المبكر وتلقي العلاج المناسب"، مشيرًا إلى أهمية الوقاية في تقليص أعداد المصابين.

أسباب الانتقال ومناطق الانتشار

وأفادت منظمة الصحة العالمية بأن فيروس حمى القرم-الكونغو النزفية ينتقل إلى الإنسان عبر لدغات القراد أو من خلال ملامسة دماء أو أنسجة الحيوانات المصابة، خاصة أثناء الذبح أو بعده مباشرة، وهو ما يضع العاملين في مجال تربية المواشي والجزارة في دائرة الخطر الأكبر.

وبيّن البدر أن محافظة ذي قار، الواقعة جنوب العراق، سجلت العدد الأكبر من الإصابات لهذا العام بواقع 36 إصابة مؤكدة، وهي منطقة ريفية تعتمد على تربية الأبقار والأغنام والماعز والجاموس، وهي جميعها حيوانات قد تحمل الفيروس وتنقله.

ودعا البدر الأجهزة الأمنية إلى "اتخاذ إجراءات صارمة للحد من عمليات الجزر والرعي العشوائي وتداول المواشي خارج الأطر القانونية"، لما تمثله من تهديد مباشر في انتشار الأمراض الانتقالية، مطالبًا في الوقت ذاته المواطنين بـ"تجميد اللحوم جيدًا وطهيها على حرارة مرتفعة"، بالإضافة إلى "اتباع قواعد النظافة العامة وارتداء الملابس الواقية عند التعامل مع الحيوانات".

أعراض خطيرة ولا لقاح

ولا يتوفر حتى الآن لقاح فعّال ضد الحمى النزفية لا للبشر ولا للحيوانات، وتشمل الأعراض الأولية للمرض ارتفاع الحرارة وآلام العضلات والمعدة، وقد تتطور إلى نزف في العينين والأذنين والأنف، وفي بعض الحالات تؤدي إلى فشل الأعضاء الحيوية، ما يزيد من احتمالية الوفاة التي تراوح نسبتها، حسب منظمة الصحة العالمية، بين 10% و40%.

وسجّل العراق أول إصابة بالحمى النزفية عام 1979، إلا أن انتشار المرض تسارع في الأعوام الأخيرة. وفي عام 2022، تم توثيق أكثر من 212 إصابة و27 حالة وفاة بين شهري يناير ومايو، بحسب إحصاءات وزارة الصحة المعتمدة لدى منظمة الصحة العالمية.

وأشارت المنظمة حينها إلى أن أحد أسباب تصاعد الحالات يعود إلى غياب برامج تعقيم الحيوانات في عامي 2020 و2021 نتيجة الإغلاق الشامل بسبب جائحة كوفيد-19، ما أدى إلى زيادة أعداد الحشرات الناقلة للفيروس، لا سيما القراد.

وتثير هذه الأرقام الحديثة مخاوف من احتمال اتساع بؤرة الإصابة في المناطق الريفية والفقيرة، وسط تأكيدات على ضرورة التزام المواطنين بإرشادات الوقاية، في ظل ضعف قدرات الرعاية الصحية في العديد من المحافظات العراقية، وصعوبة مراقبة أسواق اللحوم غير الرسمية المنتشرة في البلاد.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية