"نيويورك تايمز": حكومة نتنياهو تُعرّض اليهود حول العالم للخطر

"نيويورك تايمز": حكومة نتنياهو تُعرّض اليهود حول العالم للخطر
آثار العدوان على غزة - أرشيف

حذر عدد متزايد من كبار ضباط سلاح الجو الإسرائيلي المتقاعدين وأفراد الاحتياط، إلى جانب مسؤولين أمنيين سابقين، من السياسات التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية الحالية في حربها على غزة، مؤكدين أنها لا تهدد فقط مستقبل إسرائيل، بل تضع اليهود في مختلف دول العالم في دائرة الخطر.

وأشار مقال للكاتب الأمريكي توماس ل. فريدمان، نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم الأربعاء، نشر العميد المتقاعد في سلاح الجو الإسرائيلي أساف أغمون، والعقيد أوري أراد، وهو أسير حرب سابق في مصر خلال حرب أكتوبر 1973، رسالة مفتوحة عبر صحيفة هآرتس العبرية، وجّها فيها نداءً لزملائهما الطيارين يدعوهم إلى عدم التواطؤ مع ما وصفاه بـ"الانزلاق الأخلاقي" الذي تشهده الحملة العسكرية في غزة.

ويشكل أغمون وأراد جزءًا من منتدى "555 باتريوت"، الذي يضم قرابة 1700 طيار حربي، بعضهم في الخدمة الاحتياطية وآخرون متقاعدون، وقد تأسس لمواجهة محاولات الحكومة الإسرائيلية تقويض القضاء.

عبّر الطياران عن قناعتهما بأن الحرب ضد حماس كانت مبررة، إلا أن استمرارها خارج الأطر الأخلاقية والأمنية أفقدها مشروعيتها، وجعلها أقرب إلى حرب انتقامية، وأكدا أن سلاح الجو الإسرائيلي تحول إلى أداة في أيدي من ينكر وجود مدنيين أبرياء في غزة، مشيرين إلى تصريح أحد أعضاء الكنيست الذي تفاخر بأن إسرائيل باتت تقتل 100 شخص يوميًا في القطاع دون مساءلة.

مذبحة غير مسبوقة

وقعت إحدى أكثر الغارات دموية يوم 18 مارس، عندما قررت الحكومة الإسرائيلية استئناف الحرب بعد تعليق قصير، رغم اتفاق سابق على تبادل الرهائن، واستهدفت الغارة عددًا من قادة حماس، وأسفرت عن مقتل نحو 300 شخص، بينهم عدد كبير من الأطفال، وحتى اليوم، لم تقدّم الحكومة أي تفسير مقنع لهذا العدد المهول من الضحايا.

دعا الطيارون زملاءهم في الخدمة الفعلية إلى عدم الاكتفاء بتنفيذ الأوامر، بل التوقف وطرح الأسئلة الأخلاقية، لأنهم -كما جاء في الرسالة- "سيتحمّلون المسؤولية أمام أبنائهم وأحفادهم عن هذا الدمار، وعن مقتل هذا العدد الكبير من الأطفال الأبرياء".

وأكد كاتب المقال، الصحفي توماس فريدمان، أن ما تقوم به إسرائيل اليوم من ممارسات عسكرية في غزة قد يؤدي إلى تحوّل النظرة العالمية تجاهها، بحيث لم تعد تُرى ملاذاً لليهود، بل مصدر لتأجيج معاداة السامية.

وأشار إلى أن المستقبل القريب قد يشهد زيادة في الإجراءات الأمنية حول المعابد والمؤسسات اليهودية في الغرب، وهجرة الإسرائيليين الليبراليين إلى الخارج بدلًا من دعوتهم يهود الشتات للهجرة إلى إسرائيل.

وأوضح الكاتب أن السماح للصحفيين الدوليين بدخول غزة مستقبلًا، وتوثيق حجم الدمار فيها، قد يؤدي إلى موجة سخط عالمي تطال إسرائيل والجاليات اليهودية في الغرب، في ظل اتساع الهوة الأخلاقية الناجمة عن استمرار العمليات العسكرية دون تمييز بين المسلحين والمدنيين.

وشدد الكاتب على أنه لا يُبرر الهجوم الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر 2023، واصفًا ما ارتكبته الحركة بالمجزرة التي هزّت الضمير الإنساني، ورأى أن حماس كانت وستظل "سرطانًا في جسد الشعب الفلسطيني"، لكن ذلك لا يمنح الحكومة الإسرائيلية الحق في تجاهل الاعتبارات الأخلاقية والإنسانية.

وحث فريدمان يهود العالم على رفع صوتهم لوقف الانحدار، معتبرًا أن الصمت أمام سلوك حكومة نتنياهو يعني المساهمة في تعميق عزلة إسرائيل وإضعاف مكانة اليهود في العالم.

نداء من الدبلوماسيين السابقين

وجّهت منظمة "قادة من أجل أمن إسرائيل"، والتي تضم أكثر من 550 مسؤولًا متقاعدًا من قطاعات الدفاع والأمن والدبلوماسية، رسالة مفتوحة بتاريخ 8 يونيو دعت فيها الجاليات اليهودية في الشتات إلى عدم التزام الصمت إزاء ما يحدث في غزة، مشددة على أن النقد العلني لا يضعف إسرائيل، بل يُعزز من ديمقراطيتها ويصون أمنها.

وأنهى فريدمان مقاله بثلاث رسائل: الأولى، التأييد المطلق لما جاء في الرسائل المفتوحة من الطيارين والدبلوماسيين، والثانية، أن هذا هو المعنى الحقيقي لدعم إسرائيل، من خلال النقد الصادق المسؤول، والثالثة، أنه آن الأوان لحركة موازية تدين انتهاكات حماس، وتطالب بوقف إراقة الدماء وإعطاء أمل حقيقي للشعب الفلسطيني في دولة آمنة، بعيدًا عن حكم الميليشيات أو الاحتلال.



 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية