"كوبرنيكوس": العالم شهد أدفأ شهر مايو تم تسجيله على الإطلاق
"كوبرنيكوس": العالم شهد أدفأ شهر مايو تم تسجيله على الإطلاق
أعلنت خدمة "كوبرنيكوس" الأوروبية لتغير المناخ، اليوم الأربعاء، أن شهر مايو الماضي حلّ في المرتبة الثانية كأدفأ شهر مايو تم تسجيله عالميًا على الإطلاق.
وبلغ متوسط درجة الحرارة العالمية 15.79 درجة مئوية، بفارق 0.12 درجة فقط عن الرقم القياسي التاريخي المسجل في مايو 2024، ما يؤكد استمرار الاتجاه التصاعدي الخطير في درجات الحرارة العالمية، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
كشفت الخدمة، التابعة للاتحاد الأوروبي ومقرها في مدينة بون الألمانية، أن متوسط حرارة مايو 2025 كان أعلى بـ1.4 درجة مئوية من المتوسط التقديري للفترة ما قبل الصناعية (1850–1900)، وهي الفجوة التي يستخدمها العلماء عالميًا كمقياس لتقدير حدة ظاهرة الاحتباس الحراري.
جفاف استثنائي
سجّلت مناطق واسعة من شمال غرب القارة الأوروبية ربيعًا جافًا على نحو غير مسبوق، حيث تراجعت معدلات هطول الأمطار ومستويات رطوبة التربة خلال أشهر مارس وأبريل ومايو إلى أدنى مستوياتها منذ عام 1979 على الأقل، بحسب تحليل خدمة "كوبرنيكوس".
ويثير هذا الجفاف القلق بشأن الآثار الزراعية والبيئية في دول مثل ألمانيا وهولندا والمملكة المتحدة.
اعتمدت خدمة "كوبرنيكوس" في تقريرها على تحليلات رقمية معتمدة على قياسات مأخوذة من مصادر متعددة، تشمل الأقمار الاصطناعية والطائرات والسفن ومحطات الأرصاد الجوية حول العالم.
وتتميز هذه الخدمة الأوروبية بتجميع بيانات تعود إلى منتصف القرن العشرين، بل وتصل أحيانًا إلى فترات أقدم، ما يجعلها مرجعًا عالميًا موثوقًا لمراقبة تغير المناخ.
تحذيرات من تغيّرات حادة
نبّه خبراء المناخ إلى أن استمرار تسجيل درجات حرارة قياسية في أشهر متعاقبة يعكس تغيرًا بنيويًا في النظام المناخي العالمي.
وعدّ المدير العلمي في خدمة كوبرنيكوس، الدكتور كارلو بونتمبي، "ما نرصده لم يعد مجرد تذبذب موسمي، بل هو تحوّل مناخي متسارع يعزز احتمالات حدوث موجات حر وجفاف أكثر حدةً وتكرارًا في المستقبل القريب".
أثّر هذا الجفاف غير المعتاد، المصاحب لارتفاع درجات الحرارة، على القطاعات الزراعية في عدد من الدول الأوروبية، حيث تراجع نمو المحاصيل الربيعية وانخفضت مستويات تخزين المياه الجوفية.
وقدّر خبراء الاقتصاد الزراعي أن استمرار هذا النمط المناخي قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية في الأسواق الأوروبية خلال الصيف.
سياق عالمي مثير للقلق
جاء هذا الارتفاع في درجات الحرارة ضمن سلسلة من الظواهر المناخية المتطرفة التي يشهدها العالم منذ بداية العام، منها حرائق الغابات في كندا، وذوبان الجليد في القطب الشمالي، وارتفاع درجات حرارة المحيطات في المحيط الهادئ.
وتزايدت الدعوات بين علماء المناخ والمنظمات البيئية لضرورة اتخاذ إجراءات فورية لتقليل انبعاثات غازات الدفيئة وتوسيع الاستثمارات في الطاقة المتجددة.
ودعت منظمة الأمم المتحدة للبيئة الحكومات إلى تسريع وتيرة التزاماتها المناخية، مشيرة إلى أن نافذة السيطرة على الاحترار العالمي تغلق بسرعة.
وذكرت المنظمة في بيان صدر مطلع الشهر أن تجاوز حاجز 1.5 درجة مئوية بات وشيكًا، وأن الأشهر المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مصير الكوكب خلال العقود القادمة.