ترامب يتوعّد إيران برد عسكري كاسح إذا استهدفت الولايات المتحدة

ترامب يتوعّد إيران برد عسكري كاسح إذا استهدفت الولايات المتحدة
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب - أرشيف

هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الأحد، إيران بـ"رد عسكري غير مسبوق" في حال قيامها بأي هجوم يستهدف المصالح أو القوات الأمريكية، نافياً في الوقت ذاته أي صلة لواشنطن بالضربات الإسرائيلية التي طالت منشآت حيوية داخل الأراضي الإيرانية.

وكتب ترامب عبر منصته الخاصة "تروث سوشال" قائلاً: "إذا تعرضنا لهجوم من إيران بأي شكل من الأشكال، فإن كامل قوة وقدرة القوات المسلحة الأمريكية ستنزل عليكم بمستويات لم تُشهد من قبل".

يأتي هذا التصريح بعد ساعات من تنفيذ إسرائيل سلسلة جديدة من الغارات الجوية استهدفت مواقع نووية وعسكرية إيرانية، في ثالث أيام التصعيد بين الطرفين، فيما ردّت طهران بإطلاق دفعات من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل وإصابة العشرات، وفق ما أعلنت سلطات الطوارئ الإسرائيلية.

عرض للوساطة وتصعيد

رغم نبرته الحادة، أعرب ترامب عن استعداده للوساطة، مشيراً إلى أن بإمكانه "إبرام اتفاق بسهولة بين إيران وإسرائيل وإنهاء هذا الصراع الدموي"، حسب تعبيره. 

لكن خبراء في شؤون الشرق الأوسط عدّوا هذا الطرح لا يبدو واقعياً في ظل حجم الدمار والتوتر المتصاعد، إضافة إلى تعقيد المشهد الإقليمي وتعدد الأطراف المنخرطة فيه.

وتتزامن تصريحات ترامب مع استمرار إسرائيل في قصفها المكثف الذي بدأ فجر الجمعة تحت مسمى عملية "الأسد الصاعد"، والتي شملت، بحسب تقارير غربية، أهدافاً مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، وقادة كباراً في الحرس الثوري، إلى جانب عدد من العلماء النوويين.

وفي المقابل، أعلنت طهران تنفيذ عملية "الوعد الصادق 3"، ردًا على الهجمات الإسرائيلية، ما أثار مخاوف من توسع دائرة الحرب لتشمل دولًا إقليمية ودولية أخرى.

سياق الاتفاق النووي

يأتي هذا التصعيد في ظل جمود المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، التي كانت قد بدأت بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض، لكنها سرعان ما تعثّرت.

وكان ترامب قد انسحب من الاتفاق النووي الإيراني الموقّع عام 2015 خلال ولايته الأولى في عام 2018، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران، ما دفعها تدريجياً إلى التراجع عن التزاماتها النووية.

ومنذ ذلك الحين، شهدت العلاقات بين الجانبين توتراً متصاعداً، تخلله هجمات بحرية واغتيالات وعمليات سيبرانية، وسط تحذيرات أممية من انهيار كامل للاتفاق النووي وبروز خطر انتشار نووي في المنطقة.

واشنطن في موقف حرج

على الرغم من إعلان ترامب أن الولايات المتحدة لا علاقة لها مباشرة بالضربات الإسرائيلية، فإن إيران طالما اعتبرت واشنطن شريكاً في العمليات التي تستهدفها، سواء عبر الدعم السياسي أو الاستخباراتي أو عبر تزويد إسرائيل بالتكنولوجيا العسكرية المتقدمة.

ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة باتت في وضع دقيق، إذ تسعى للحفاظ على توازن بين دعمها الاستراتيجي لإسرائيل من جهة، ومحاولتها تجنب التورط المباشر في حرب إقليمية كبرى قد تفتح جبهات متعددة يصعب السيطرة عليها، لا سيما في ظل التوترات القائمة في البحر الأحمر والخليج العربي.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية