الأمم المتحدة: أفغانستان على شفا كارثة غذائية تهدد حياة الأطفال والنساء

الأمم المتحدة: أفغانستان على شفا كارثة غذائية تهدد حياة الأطفال والنساء
أفغانية وطفلتها في أحد المراكز الصحية

دعت خمس من وكالات الأمم المتحدة، في بيان مشترك صدر اليوم الأحد، إلى تحرك دولي عاجل ومنسق لمواجهة أزمة سوء التغذية الحادة التي تعصف بالأطفال والنساء في أفغانستان، محذرة من أن البلاد تقف عند "منعطف حرج" قد تتحول فيه الأزمة إلى كارثة إنسانية طويلة الأمد ما لم يتم اتخاذ إجراءات فعالة فوراً.

وأوضحت الوكالات الخمس، وهي: منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، منظمة الصحة العالمية، برنامج الأغذية العالمي، منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، أن العمل المتعدد القطاعات، المدعوم بالتضامن الدولي والوطني والمجتمعي، بات ضرورة ملحّة لإنقاذ الأرواح والحد من الأثر المدمر للأزمة المستمرة.

وذكر البيان أن الأزمة تستهدف بشكل خاص الفئات الأكثر هشاشة: الأطفال دون سن الخامسة، والنساء اللاتي -غالبًا- ما يتم تجاهلهن في جهود الاستجابة الإنسانية، رغم تصاعد الأخطار الصحية والتغذوية المحيطة بهن.

أرقام مروّعة لسوء التغذية

وأشار البيان الأممي إلى أن أفغانستان أصبحت من بين أسوأ 15 دولة في العالم من حيث انتشار الهزال بين الأطفال، وهو أحد أخطر أشكال سوء التغذية وأكثرها تسببًا في الوفاة.

ويُقدّر أن أكثر من 3.5 مليون طفل أفغاني دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد، بينهم 1.4 مليون طفل في حالة حرجة تهدد حياتهم. وفي موازاة ذلك، يعاني أربع من كل عشر نساء في سن الإنجاب من نقص مزمن في التغذية، ما ينعكس على صحتهن وصحة أطفالهن ومستقبلهم.

وأكد البيان أن الأزمة تُغذى بعوامل متعددة، أبرزها الاقتصاد المنهار والكوارث البيئية والمناخية، وعلى رأسها موجات الجفاف الشديدة، ما أدى إلى وضع 9.8 مليون شخص في حالة انعدام أمن غذائي حاد، وفق تقديرات الأمم المتحدة.

وأشارت المعطيات إلى أن 90% من الأطفال الأفغان يعانون من "فقر غذائي" حاد، أي إنهم لا يحصلون على الحد الأدنى من التنوع الغذائي اللازم لنموهم الجسدي والعقلي، وهو ما يعادل نحو 2.1 مليون طفل معرضين لخطر تأخر النمو ومضاعفات صحية طويلة الأمد.

النساء.. الحلقة المنسية

وشددت وكالات الأمم المتحدة على أن النساء، وخاصة الحوامل والمرضعات، لا يحظين بالاهتمام الكافي في خطط الاستجابة الإنسانية، رغم أن سوء تغذيتهن لا يهدد فقط حياتهن، بل يعرض أيضاً الأطفال حديثي الولادة لأمراض مزمنة وسوء النمو ونقص المناعة.

ويُشكل هذا الإهمال فجوة خطِرة في أي استجابة فعالة، إذ إن توفير تغذية متوازنة للأمهات يعد أساسًا لخلق جيل جديد أقل عرضة للهزال وسوء التغذية.

وأكدت الوكالات الخمس أن وقف هذا التدهور يتطلب استجابة فورية وممولة بشكل كافٍ، تتضمن ليس فقط توصيل الأغذية والمكملات الغذائية، بل أيضاً تحسين شبكات الرعاية الصحية، وتوفير مياه نظيفة، وخدمات الصرف الصحي، والتعليم الغذائي، وبرامج الدعم النفسي والاجتماعي، مشددة على أن حل أزمة سوء التغذية "لا يمكن أن يكون صحياً فقط، بل اقتصادياً ومجتمعياً أيضًا".

أزمة اقتصادية حادة

وتشهد أفغانستان منذ سيطرة "طالبان" على السلطة في أغسطس 2021 أزمة اقتصادية حادة، بعد تعليق المساعدات الدولية وتجميد أصول البنك المركزي، ما أدى إلى انهيار الخدمات الصحية، وتراجع القدرة الشرائية، وازدياد معدلات الفقر إلى مستويات قياسية.

وفي ظل تصاعد التحديات البيئية، وانعدام الاستقرار السياسي، تُحذر الأمم المتحدة من أن الأزمة مرشحة للاستمرار والتفاقم ما لم يتغير المسار الدولي تجاه أفغانستان.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية