سلطات "طالبان" تتلف أكثر من مئة آلة موسيقية شرقي أفغانستان
سلطات "طالبان" تتلف أكثر من مئة آلة موسيقية شرقي أفغانستان
أتلفت سلطات حركة "طالبان" في مقاطعة لغمان شرق أفغانستان، خلال الأيام الماضية، أكثر من 100 آلة موسيقية، من بينها طبول ودفوف وغيتارات ومكبرات صوت، وذلك تنفيذاً للحظر الذي تفرضه الحركة على جميع أشكال الموسيقى منذ عودتها إلى الحكم قبل أربع سنوات.
نفذت عملية الإتلاف بتوجيه مباشر من وزارة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، الجهة المسؤولة عن تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية حسب رؤية الحركة، حيث جمعت السلطات المحلية 109 آلات موسيقية خلال الأشهر الماضية، صودرت من مناسبات وحفلات عامة وخاصة، ليتم في النهاية حرقها علناً في مشهد رمزي يعكس نهج طالبان المتشدد تجاه الفنون والموسيقى.
واصلت الحركة منذ سيطرتها على العاصمة كابول عام 2021 شن حملات ممنهجة لمصادرة الآلات الموسيقية ومعاقبة العازفين والمغنين، معتبرة أن الموسيقى "تُلهي عن الدين وتخالف أحكام الشريعة"، وفق ما ورد في بيانات رسمية لوزارة "الأمر بالمعروف".
وأعلنت الهيئة في بيان لها مؤخراً أنها دمرت آلاف الآلات الموسيقية في مختلف الولايات الأفغانية منذ استعادة الحكم.
تراث في مهب الريح
أضرت هذه السياسات بالتراث الموسيقي المتنوع في أفغانستان، البلد الذي يضم فسيفساء قومية واسعة تضم البشتون والطاجيك والهزارة والأوزبك، ولكل منها طابع موسيقي خاص.
واشتهرت البلاد بآلات تقليدية مثل الدومبرا، الرباب، السيتار، الناي، والزرنة، وكانت تُعزف على نطاق واسع في الأعراس والمهرجانات والمناسبات الاجتماعية.
الإعلام والفن قبل "طالبان"
لعبت الإذاعة والتلفزيون الحكوميان قبل عودة طالبان إلى الحكم دوراً مهماً في بث الأغاني الوطنية والفولكلورية، كما ظهرت فنانات ومغنيات قدمن أغاني بلغات متعددة أبرزها الباشتو والدارية والأوزبكية، وساهمن في الحفاظ على الهوية الثقافية للبلاد.
لكن مع عودة الحركة إلى السلطة، سادت أجواء من الصمت والخوف، واضطر كثير من الفنانين إلى الهروب خارج البلاد أو التوقف عن ممارسة فنهم.