ماكرون يدعو إلى وقف استهداف المدنيين في كل من إيران وإسرائيل
في قمة مجموعة السبع
دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم الاثنين، إلى وقف كافة الضربات العسكرية التي تستهدف المدنيين في كل من إيران وإسرائيل، معبّراً عن رفضه المطلق لأي تصعيد عسكري يطول السكان الأبرياء، ومحذراً في الوقت ذاته من خطورة الرهان على "تغيير النظام بالقوة" في إيران.
وجاءت تصريحات ماكرون خلال مشاركته في قمة قادة مجموعة السبع، المنعقدة في جبال روكي الكندية، والتي طغى عليها التصعيد المتسارع في الشرق الأوسط بين إسرائيل والجمهورية الإسلامية الإيرانية وفق فرانس برس.
"لا شيء يسوّغ ضرب المدنيين"
أكد ماكرون بنبرة حازمة أن "كل الضربات التي يشنها الطرفان ضد السكان المدنيين غير مبررة وغير مقبولة على الإطلاق"، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي يجب أن يُظهر موقفاً موحداً في رفض استهداف الأبرياء تحت أي ذريعة.
وأضاف: "إذا استطاعت الولايات المتحدة التوصل إلى وقف لإطلاق النار، فسيكون ذلك أمراً جيداً للغاية".
وكشف ماكرون عن وجود عرض أمريكي للتواصل مع الإيرانيين في محاولة لاحتواء التصعيد، لكنه أعرب عن تشاؤمه حيال النتائج على المدى القريب، قائلاً: "حتى الآن، لا أرى ما يمنحني سبباً للأمل في أن الأمور ستتغير خلال الساعات القليلة المقبلة".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرّح قبيل مغادرته القمة بشكل مفاجئ أن "اتفاقاً سيتم التوصل إليه" بخصوص النزاع الإيراني-الإسرائيلي، دون أن يقدم تفاصيل، مسوغاً مغادرته بـ"الأحداث الطارئة في الشرق الأوسط".
أوروبا مستعدة لاستئناف الحوار النووي
أشار ماكرون إلى أن فرنسا وبريطانيا وألمانيا على استعداد لاستئناف مفاوضات جادة بشأن الإشراف على البرنامج النووي الإيراني، في حال تم تخفيض التصعيد العسكري، مؤكداً أن السبيل الدبلوماسي لا يزال ممكناً إذا توافرت الإرادة السياسية.
تحذير من التدخل العسكري لتغيير الأنظمة
في لهجة تحمل نقداً مبطناً لبعض المقاربات الغربية، قال الرئيس الفرنسي: "كل من يعتقد أن القصف الخارجي سينقذ بلداً رغماً عنه، فهو مخطئ".
وأضاف أن "الشعب هو صاحب السيادة، وهو من يقرر من يحكمه"، مشدداً على أن تجارب الماضي أثبتت أن تغيير الأنظمة بالقوة يؤدي إلى أخطاء استراتيجية جسيمة، ويترك فراغاً لا يمكن التحكم بعواقبه.
تصريحات ماكرون تعكس خطاً فرنسياً تقليدياً يرفض التدخل العسكري المباشر في شؤون الدول ذات السيادة، وتؤكد في الوقت نفسه ضرورة إيجاد تسوية سياسية للنزاع الإيراني الإسرائيلي المتصاعد، الذي بات يهدد بانفجار إقليمي واسع، في وقت تتشابك فيه ملفات النووي والصراع المسلح والرهانات الجيوسياسية.
تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران على مدار السنوات الأخيرة بسبب خلافات استراتيجية حادة، أبرزها: البرنامج النووي الإيراني الذي تعدّه إسرائيل تهديدًا وجوديًا، والدعم الإيراني لفصائل مسلحة في لبنان وسوريا والعراق وفلسطين، وعلى رأسها حزب الله وحركة حماس.
تقوم إسرائيل بشن غارات جوية متكررة داخل سوريا تستهدف ما تقول إنها مواقع إيرانية أو لحلفائها، فيما تتهم إيران إسرائيل بالضلوع في عمليات تخريب واغتيالات ضد علمائها النوويين.
منذ بداية 2025، شهدت المنطقة سلسلة من الضربات المتبادلة، بلغت ذروتها في ضربات مباشرة داخل أراضي البلدين، في سابقة خطِرة تنذر بانفجار مواجهة إقليمية واسعة، كما تتقاطع هذه المواجهة مع تداعيات الحرب في غزة، واشتداد الانقسام الدولي حول سبل احتواء التوتر.