إيران تضبط ورشتين لصناعة طائرات مسيّرة بالقرب من العاصمة طهران
إيران تضبط ورشتين لصناعة طائرات مسيّرة بالقرب من العاصمة طهران
ضبطت قوات الأمن الإيرانية، اليوم الثلاثاء، ورشتين لصناعة طائرات مسيّرة ومواد متفجرة، اتهمت من يديرهما بالعمل لمصلحة جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، في تطور أمني لافت يأتي على خلفية التصعيد المتسارع بين طهران وتل أبيب منذ الهجوم الإسرائيلي الأخير على منشآت داخل الأراضي الإيرانية.
وداهمت وحدات من الأمن الإيراني ورشة لصناعة المسيّرات في مدينة كرج بمحافظة ألبرز، الواقعة شمال غربي العاصمة طهران، حيث قالت السلطات إن الموقع كان يُدار من قبل "عملاء إسرائيليين" يعملون على تصنيع مسيّرات هجومية ومواد متفجرة.
وعرض التلفزيون الرسمي الإيراني مشاهد حية من لحظة المداهمة، تخللتها مشاهد استجواب لأحد المتهمين، الذي أقرّ، بحسب التسجيل، بتعاونه مع الموساد الإسرائيلي منذ عشر سنوات، مؤكداً أنه تلقّى تدريبات ومهامَّ محددة لتنفيذ عمليات داخل إيران.
وأظهرت اللقطات التي بُثت كميات كبيرة من المتفجرات، بالإضافة إلى معدات تدخل في تصنيع المسيّرات، في حين لم تحدد السلطات عدد الموقوفين أو طبيعة القضايا التي يرتبطون بها حتى الآن.
ورشة ثانية في أصفهان
في سياق متصل، أعلنت قوات الأمن في محافظة أصفهان وسط إيران، عن ضبط ورشة ثانية تحتوي على معدات لتجميع أجزاء طائرات بدون طيار ومواد تدخل في تصنيع متفجرات، مشيرة إلى أنها تشتبه بارتباطها بشبكة أوسع تموّل وتوجّه من خارج البلاد.
وأكدت المصادر الأمنية أن التحقيقات الأولية تشير إلى "نمط عمليات منسق"، يستند إلى أوامر خارجية وتدريب متخصص لعناصر محلية على تقنيات التمويه والتجميع، بهدف شن هجمات داخل الأراضي الإيرانية.
كانت الشرطة الإيرانية قد أعلنت، يوم الاثنين، اعتقال خلية قالت إنها تتبع لجهاز "الموساد" الإسرائيلي، في مدينة "ري" جنوب العاصمة طهران، بعد العثور بحوزتها على متفجرات ومعدات ذات صلة بصناعة المسيّرات.
وبحسب بيان وزارة الداخلية، فإن عملية الاعتقال جاءت بعد تتبع استخباراتي دقيق، وأن الموقوفين كانوا في مرحلة متقدمة من تنفيذ عمليات داخل البلاد، دون تقديم تفاصيل إضافية عن الأهداف المحتملة أو مدى خطورة المواد المضبوطة.
من حرب ظلّ إلى مواجهة مباشرة
يأتي هذا التصعيد الأمني بالتوازي مع التوتر العسكري الأعنف منذ سنوات بين إيران وإسرائيل، عقب هجوم نفذته تل أبيب فجر الجمعة بدعم أمريكي، استهدف منشآت نووية وقواعد صواريخ ومقار لقيادات من الحرس الثوري الإيراني، ما أسفر عن مقتل 224 شخصاً وإصابة 1277، وفق التلفزيون الرسمي الإيراني.
وردّت طهران في اليوم ذاته بهجوم صاروخي واسع، استخدمت فيه طائرات مسيّرة وصواريخ باليستية، استهدفت مواقع عسكرية واستراتيجية داخل إسرائيل، ما أدى إلى مقتل 24 شخصاً وإصابة 592 بجراح متفاوتة، بالإضافة إلى خسائر مادية وصفت بأنها "غير مسبوقة" منذ عقود، وفق وزارة الصحة الإسرائيلية ومصادر إعلامية عبرية.
ويُنظر إلى ما جرى أخيراً باعتباره لحظة فاصلة في مسار النزاع الإيراني-الإسرائيلي، حيث تجاوز الطرفان مرحلة "حرب الظل"، التي اتسمت بالتفجيرات السرية والاغتيالات، لينتقلا إلى مواجهة مفتوحة باتت تهدد الاستقرار الإقليمي والدولي.
وأثار التصعيد دعوات دولية عاجلة لضبط النفس واستئناف الجهود الدبلوماسية، في وقت تتخوف فيه أطراف أوروبية وعربية من اتساع دائرة المواجهة لتشمل أطرافاً جديدة في المنطقة.