تحذير أممي: النظام الصحي في غزة ينهار وسط نفاد الوقود وشلل المستشفيات

تحذير أممي: النظام الصحي في غزة ينهار وسط نفاد الوقود وشلل المستشفيات
آثار العدوان على غزة

دعت منظمة الصحة العالمية، في نداء عاجل، إلى السماح الفوري بإدخال الوقود إلى قطاع غزة، محذّرة من أن النظام الصحي في القطاع المحاصر يواجه "حافة الانهيار" مع توقف شبه كامل للخدمات الطبية، في ظل نقص حاد في الإمدادات وعدم القدرة على تشغيل المرافق الحيوية.

وأكد ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، الطبيب ريك بيبركورن، أن "الوقود لم يدخل إلى قطاع غزة منذ أكثر من 100 يوم"، مضيفاً أن "كل محاولات إيصال كميات منه من مناطق الإخلاء تم رفضها، مما يجعل الواقع الصحي أكثر هشاشة وعرضة للانهيار الكامل".

وأشار بيبركورن إلى أن 17 مستشفى فقط من أصل 36 لا تزال تعمل بشكل جزئي أو بالحد الأدنى، بإجمالي لا يتجاوز 1500 سرير، وهو ما يمثل انخفاضاً بنسبة 45% عن القدرة الاستيعابية التي كانت متاحة قبل اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023.

شمال غزة خارج الخدمة

أوضح المسؤول الأممي أن جميع مستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية في شمال القطاع قد خرجت بالكامل عن الخدمة، أما في مدينة رفح جنوباً فلا تزال الخدمات الطبية تقتصر على مستشفى ميداني تابع للجنة الدولية للصليب الأحمر ونقطتين طبيتين تعملان جزئياً.

وبيّن أن المستشفيات التي لا تزال تعمل، إلى جانب سبعة مستشفيات ميدانية، تواجه نقصاً حاداً في الوقود يُهدد بتوقفها التام، ما سيؤدي إلى "مزيد من الوفيات والمعاناة التي يمكن تجنّبها"، على حد تعبيره.

وفي ظل عدم توفر الوقود، لجأت بعض المستشفيات إلى تشغيل مولداتها بالحد الأدنى أو استخدام البطاريات لتشغيل أجهزة حيوية مثل أجهزة التنفس الصناعي، وغسيل الكلى، وحاضنات الأطفال، غير أن هذه الحلول المؤقتة مهددة بالتوقف في أي لحظة، إذ لا يمكن الاستمرار دون إمدادات وقود كافية.

ولفت بيبركورن إلى أن سيارات الإسعاف غير قادرة على التحرك، ولا يمكن إيصال الإمدادات الطبية إلى المستشفيات، فيما لا يمكن الحفاظ على سلسلة التبريد المطلوبة لتخزين اللقاحات، وهو ما يهدد باندلاع أزمات صحية إضافية.

قطاع صحي متهالك

من جانبه، أكد الجراح ومسؤول الطوارئ في منظمة الصحة العالمية ثانوس غارغفانيس، الذي تحدّث من داخل غزة، أن القطاع "أصبح بالفعل خالياً من الوقود"، قائلاً: "غالباً ما يُسأل متى ستنقطع إمدادات الوقود؟ الجواب أن غزة الآن بلا وقود على الإطلاق".

وشدد على أن المنظمات الإنسانية تعمل اليوم "على خط رفيع يفصل بين الكارثة وإنقاذ الأرواح"، مشيراً إلى أن تقلص نطاق العمل الإنساني وصعوبة الحركة يجعل من كل إجراء صحي تحدياً أكبر من اليوم السابق.

وبدأ النزاع الدامي في غزة إثر الهجوم الذي نفذته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل 1219 شخصاً، معظمهم من المدنيين، بحسب السلطات الإسرائيلية. ورداً على ذلك، شنت إسرائيل حرباً واسعة النطاق على القطاع، ما أدى إلى كارثة إنسانية مستمرة منذ أكثر من ثمانية أشهر.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن عدد القتلى الفلسطينيين ارتفع إلى 55,493 شخصاً منذ بدء الحرب، بينهم أكثر من 5,194 قتلوا فقط منذ استئناف القتال في 18 مارس 2025، بعد هدنة مؤقتة استمرت شهرين.

دعوات لإنقاذ النظام الصحي

في ظل تصاعد الخطر، يتصاعد أيضاً الضغط الدولي على الأطراف المعنية للسماح بإدخال الوقود والإمدادات الطبية العاجلة إلى غزة. 

وتحذر الأمم المتحدة من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى انهيار كامل للنظام الصحي في غضون أيام، ويدفع السكان نحو كارثة صحية مفتوحة.

ولا يزال إدخال الوقود إلى غزة خاضعاً لقيود إسرائيلية صارمة منذ بدء النزاع، وتُمنع معظم الشحنات من الدخول حتى عبر المعابر الإنسانية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية