وزير الدفاع الإسرائيلي يهدد المرشد الإيراني بـ"مصير صدام حسين"

وزير الدفاع الإسرائيلي يهدد المرشد الإيراني بـ"مصير صدام حسين"
المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي

أطلق وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تهديداً مباشراً ضد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، محذراً إياه من مصير شبيه بمصير الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، في تصعيد جديد يعكس توجه تل أبيب نحو الانخراط في مواجهة مفتوحة مع طهران.

وأدلى كاتس بتصريحه في بيان رسمي صدر عن مكتبه عقب اجتماع أمني لتقييم الوضع في أعقاب الضربة الجوية الإسرائيلية على طهران فجر اليوم الثلاثاء، قائلاً: "أحذر الديكتاتور الإيراني من الاستمرار في ارتكاب جرائم الحرب وإطلاق الصواريخ على المدنيين الإسرائيليين".

وتابع: "ينبغي عليه (خامنئي) أن يتذكر ما حدث للديكتاتور في الدولة المجاورة لإيران (العراق) الذي سلك الطريق نفسه ضد دولة إسرائيل"، في إشارة إلى الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي أطاحت به القوات الأمريكية عام 2003 وأُعدم عام 2006 بعد محاكمته.

استهداف شخصية رفيعة

أعلنت إسرائيل، في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، اغتيال القيادي العسكري الإيراني البارز اللواء علي شادماني، قائد مقر "خاتم الأنبياء" المركزي، واصفة إياه بـ"رئيس أركان الحرب في إيران"، وذلك في ضربة جوية قالت إنها استهدفت مواقع عسكرية في طهران.

ووصف كاتس هذا الاغتيال بأنه "رسالة واضحة إلى النظام الإيراني"، مؤكداً استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل إيران، بقوله: "سنواصل اليوم أيضاً استهداف أهداف للنظام وأهداف عسكرية في طهران كما فعلنا أمس ضد هيئة الإذاعة والتلفزيون التي تُستخدم للدعاية والتحريض".

وأضاف: "يد إسرائيل الطولى ستصل إلى كل عدو وفي كل مكان"، في تكرار لعبارات سبق وأن استخدمها مسؤولون أمنيون إسرائيليون للحديث عن عمليات اغتيال خارج الحدود.

سياسة إسرائيل تجاه إيران

يمثل التهديد العلني ضد المرشد الأعلى الإيراني تصعيداً غير مسبوق في الخطاب السياسي الإسرائيلي، لا سيما أن الحكومات الإسرائيلية السابقة دأبت على توجيه الانتقادات لإيران دون استهداف مباشر لخامنئي، الذي يُعد رأس هرم النظام الإيراني.

وتأتي هذه التصريحات بعد سلسلة من العمليات التي نفذتها إسرائيل داخل إيران، شملت تفجيرات في منشآت نووية واغتيالات طالت علماء ومسؤولين كبار، فيما تسميه تل أبيب "حرباً استباقية لوقف التهديد الإيراني".

وشنت إسرائيل، فجر الجمعة الماضي، هجوماً جوياً واسع النطاق ضد أهداف إيرانية شملت منشآت نووية وقواعد عسكرية، ما أسفر عن مقتل 224 شخصاً وإصابة 1277، بحسب التلفزيون الإيراني.

وردّت إيران في الليلة نفسها بإطلاق صواريخ بالستية وطائرات مسيرة استهدفت عمق إسرائيل، ما أسفر عن 24 قتيلاً ومئات الجرحى، في أكبر تبادل عسكري مباشر بين الطرفين منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979.

ويرى مراقبون أن الصراع بين إسرائيل وإيران انتقل رسمياً من "حرب الظل" التي كانت تتم عبر عمليات سرية واغتيالات محدودة، إلى مواجهة مفتوحة قد تقلب موازين القوى في المنطقة، وتدفع نحو تدخلات دولية أوسع.

قلق دولي من التصعيد

أثار التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران قلقاً عميقاً في الأوساط الدولية، وسط تحذيرات من انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة. ودعت دول أوروبية كبرى، بينها فرنسا وألمانيا وإسبانيا، إلى التهدئة وضبط النفس، كما جددت الأمم المتحدة مطالبتها بالعودة إلى المسار الدبلوماسي.

غير أن التصريحات الإسرائيلية، ومنها تهديد كاتس لخامنئي، تعكس تمسك حكومة بنيامين نتنياهو بخيار التصعيد العسكري، خاصة في ظل تراجع شعبيته الداخلية وضغوط الائتلاف اليميني المتطرف الذي يصر على إبقاء الجبهة مشتعلة في غزة ولبنان وإيران.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية