الرئيس الصيني يدعو إلى تهدئة بين إيران وإسرائيل لتفادي التصعيد
الرئيس الصيني يدعو إلى تهدئة بين إيران وإسرائيل لتفادي التصعيد
دعا الرئيس الصيني شي جينبينغ، اليوم الثلاثاء، إلى تهدئة النزاع العسكري المتصاعد بين إيران وإسرائيل "في أقرب وقت ممكن"، في أول موقف مباشر من بكين منذ اندلاع المواجهات المفتوحة بين البلدين قبل خمسة أيام، والتي أثارت مخاوف من انفجار إقليمي واسع.
حث شي، خلال لقائه بنظيره الأوزبكي شوكت ميرضيائيف على هامش قمة إقليمية في العاصمة الكازاخية أستانا، "جميع الأطراف المعنية على تهدئة النزاع في أسرع وقت ممكن وتفادي المزيد من التصعيد"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الصينية الرسمية "شينخوا".
ولم يوجه الرئيس الصيني حديثه لطرف بعينه، إلا أن الرسالة بدت موجهة بشكل أساسي إلى تل أبيب وطهران.
تحرك دبلوماسي صيني
يأتي هذا التصريح في أعقاب انتقادات دولية متزايدة لطرفي الصراع، وسط تحركات دبلوماسية دولية لاحتواء الوضع، فيما التزمت الصين الصمت الرسمي منذ بدء الهجوم الإسرائيلي واسع النطاق على إيران فجر الجمعة، والذي أسفر عن مقتل 224 شخصاً وإصابة أكثر من 1200، وفق حصيلة رسمية إيرانية.
وقد ردّت طهران مساء الجمعة بهجوم صاروخي ومسيّر على عدة مواقع إسرائيلية، ما أسفر عن مقتل 24 شخصاً، وفق وزارة الصحة الإسرائيلية، بالإضافة إلى دمار واسع في منشآت مدنية وعسكرية.
وتعكس دعوة الرئيس الصيني موقف بلاده الدائم بالدعوة إلى ضبط النفس وتسوية النزاعات عبر الحوار، خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط التي تستورد منها بكين جزءاً كبيراً من احتياجاتها النفطية، وتتوسع فيها دبلوماسياً عبر شراكات استراتيجية، من أبرزها مع إيران ودول الخليج.
وكانت الصين قد لعبت، في مارس 2023، دوراً محورياً في إعادة العلاقات بين إيران والسعودية، ما منحها زخماً دبلوماسياً جديداً في المنطقة، غير أن اندلاع النزاع المباشر بين طهران وتل أبيب يمثل تحدياً جديداً لنفوذها الناشئ.
تصعيد وتحذيرات دولية
يتواصل التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران في وقت تتحذّر فيه قوى عالمية كبرى، من بينها روسيا والاتحاد الأوروبي، من أن يتحول الصراع إلى مواجهة شاملة في المنطقة، لا سيما مع تقاطع العمليات العسكرية مع الوضع في غزة ولبنان.
ويرى مراقبون أن التحذير الصيني، وإن جاء متأخراً نسبياً، قد يشير إلى استعداد بكين للعب دور تهدئة أوسع إذا ما فشلت الوساطات الغربية في احتواء التدهور السريع.