"ميتا" تعرض مكافآت ضخمة على مهندسي "أوبن إيه آي" لدخول سباق الذكاء الاصطناعي

كشفت شركة "أوبن إيه آي" أن نظيرتها "ميتا"، المالكة لفيسبوك، قدمت عروضاً مالية هائلة تجاوزت مئة مليون دولار لمهندسين كبار في مجال الذكاء الاصطناعي، في محاولة جريئة لاستقطابهم إلى صفوفها وتعزيز حضورها في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، وفق ما أعلنه رئيس "أوبن إيه آي" سام ألتمان خلال مقابلة بثّت هذا الأسبوع.

وأوضح ألتمان، في حوار أجراه عبر بودكاست "أنكابد" الذي يديره شقيقه جاك ألتمان، أن "ميتا" عرضت مكافآت ضخمة إلى جانب رواتب سنوية تفوق 100 مليون دولار لكل مهندس من المهندسين البارزين في "أوبن إيه آي"، شرط موافقتهم على الانضمام إليها، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الأربعاء.

وأشار الرئيس التنفيذي لمنصة "تشات جي بي تي" إلى أن حجم العروض يكشف عن "حالة جنون غير مسبوقة"، مضيفاً: "أنا سعيد جداً لأن أياً من كبار موظفينا لم يوافق على هذه العروض حتى الآن".

وبيّن أن "مايكروسوفت"، الحليف الإستراتيجي لـ"أوبن إيه آي"، دخلت هي الأخرى على خط التواصل مع عدد من المهندسين البارزين، ما يعكس احتدام المنافسة على الكفاءات في هذا المجال المتطور.

ولم تصدر "ميتا" أي تعليق رسمي حتى الآن بشأن تلك المعلومات التي تداولتها وسائل الإعلام الأميركية بكثافة خلال الساعات الماضية.

تحديات في الأداء

رغم استثمارات "ميتا" المتزايدة التي تجاوزت مليارات الدولارات في قطاع الذكاء الاصطناعي، لا تزال الشركة تُعد من اللاعبين الثانويين مقارنة بمنافسيها، إذ واجه نموذجها الكبير "لاما 4" (LLaMA 4)، الذي أُطلق في أبريل الماضي، انتقادات لاذعة بسبب أدائه المتواضع خصوصاً في المهام المتعلقة بالبرمجة والتحليل المنطقي.

وأدى ذلك الأداء المخيب إلى تعثر طموحات "ميتا" في إثبات ريادتها ضمن سوق تزداد فيه السيطرة للشركات التي طورت نماذج أكثر تقدماً مثل "GPT-4" من "أوبن إيه آي" و"Gemini" من "غوغل".

وسعياً لتسريع وتيرة تطورها، كشفت "ميتا" عن عزمها استثمار أكثر من 14 مليار دولار في شركة "سكايل إيه آي" (Scale AI)، وهي شركة ناشئة متخصصة في معالجة وتصنيف البيانات وتحضيرها لاستخدامها في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي.

واستحوذت الشركة الأم لفيسبوك على عدد من كبار مهندسي "سكايل إيه آي"، بمن فيهم الرئيس التنفيذي للشركة ألكسندر وانغ، الذي من المرتقب أن ينضم إلى "ميتا" لقيادة إحدى المبادرات التقنية الجديدة.

وتشير تقارير إعلامية إلى أن عروض "ميتا" للمسؤولين التنفيذيين في "سكايل إيه آي" شملت رواتب سنوية بملايين الدولارات، وهو ما يبرز حجم الرهان الذي تضعه الشركة على هذه الصفقة.

مختبر للذكاء الخارق

أعلنت "ميتا" كذلك عن خطط لإنشاء مختبر بحثي جديد مكرّس لتطوير ما يُعرف بـ"الذكاء الخارق"، وهو مستوى متقدّم من الذكاء الاصطناعي يُتوقّع أن يتفوق على القدرات الإدراكية للبشر في غالبية المهام المعرفية.

وتأمل "ميتا" من خلال هذه الخطوة في أن تضع نفسها مجدداً في صدارة سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، في مواجهة شركات مثل "أوبن إيه آي"، و"غوغل ديب مايند"، و"أنثروبيك".