انفجارات قرب جبلة وبانياس بسوريا نتيجة حريق بموقع عسكري سابق

انفجارات قرب جبلة وبانياس بسوريا نتيجة حريق بموقع عسكري سابق
انفجارات قرب جبلة وبانياس بسوريا

دوّت انفجارات قوية ومتتالية في المنطقة الواقعة بين مدينتي جبلة وبانياس على الساحل السوري، ما أثار حالة من الذعر بين السكان المحليين، في وقت تزايدت فيه الحوادث المشابهة نتيجة انتشار مستودعات أسلحة تابعة للنظام السوري السابق في عدد من المناطق.

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، اليوم الأربعاء، بأن الحريق اندلع في موقع عسكري سابق يقع في ريف جبلة، ما أدى إلى انفجار عدد من الصواريخ المخزّنة داخله. 

وأظهرت صور متداولة تصاعد أعمدة كثيفة من الدخان الأسود في سماء المنطقة، فيما تناقلت منصات التواصل الاجتماعي تسجيلات مصورة توثق دوي الانفجارات وترددها في أرجاء الساحل السوري.

بين جبلة وبانياس 

وذكرت مصادر محلية أن الموقع العسكري المتضرر يتبع لكتيبة تقع في منطقة "السن"، بين جبلة وبانياس، وتضم مستودعًا للذخيرة يعود لعهد النظام السوري السابق، ويُعتقد أنه ظلّ غير مأهول منذ سقوط النظام في ديسمبر 2024.

ويعد هذا الموقع أحد عشرات المواقع العسكرية المهجورة التي خلّفها النظام السابق بعد انهيار سلطته في 8 ديسمبر 2024، حيث سقطت مراكزه الرئيسية في دمشق، وحلب، واللاذقية، ما ترك مئات المخازن والأسلحة الثقيلة دون إشراف مباشر، في مناطق متفرقة من البلاد.

وشهدت سوريا خلال الأشهر الأخيرة سلسلة انفجارات مشابهة في مواقع ومخازن أسلحة تعود للنظام السابق، إذ تحتوي العديد منها على صواريخ أرض-أرض، وراجمات، وقذائف غير منفجرة، بعضها يعود إلى ما قبل عام 2011.

وفي الأيام التي أعقبت سقوط النظام، شنّ الجيش الإسرائيلي ضربات واسعة النطاق استهدفت ما تبقى من البنية العسكرية التابعة للجيش السوري السابق، بما في ذلك مطارات عسكرية، ومستودعات ذخيرة، وموانئ استراتيجية على الساحل السوري، ضمن سياسة "منع التموضع" التي تتبناها تل أبيب ضد أي تهديد مستقبلي عبر الأراضي السورية.

انفجار سابق في دمشق

وفي السياق، شهدت منطقة المزة في دمشق، الاثنين الماضي، انفجارًا قويًا، أثار تساؤلات حول طبيعة ما يجري في العاصمة التي تشهد وضعًا أمنيًا هشًا.

ورغم تضارب الروايات، أفادت صحيفة "الوطن" المقرّبة من الحكومة الانتقالية أن الانفجار ناجم عن تدريبات عسكرية في الجبال المحيطة، في حين أكدت وكالة "سانا" أنه ناتج عن تفجير "مخلفات حرب" من قبل الجهات المختصة، دون تقديم تفاصيل إضافية.

وحذّرت منظمات دولية وإنسانية، بما فيها "الصليب الأحمر" و"مرصد الألغام الدولي"، من خطر مستودعات الأسلحة غير المؤمّنة ومخلفات الحرب المنتشرة في أرجاء سوريا، ووصفتها بأنها "قنابل موقوتة" تهدد حياة المدنيين وتعرقل عمليات الإعمار.

ويقول خبراء عسكريون إن غالبية المستودعات التي جرى التخلي عنها تفتقر لأي أنظمة تبريد أو صيانة، ما يجعل أي ارتفاع في درجات الحرارة أو تماس كهربائي بسيط كافيًا لإحداث كارثة، كما هي الحال في جبلة وبانياس.

استمرار الفوضى الأمنية

منذ سقوط النظام السوري نهاية عام 2024، دخلت البلاد مرحلة انتقالية معقدة تحت إشراف حكومة انتقالية مدعومة دوليًا، لكنها تواجه تحديات أمنية واسعة النطاق، تتضمن تفشي السلاح، وتنامي الخلايا المتطرفة في مناطق من الشرق والبادية، فضلًا عن نشاط ميليشيات إيرانية لا تزال تحتفظ بوجود غير رسمي في بعض المناطق.

وفي الوقت الذي تستعد فيه البلاد لمؤتمر المصالحة الوطني المرتقب نهاية يوليو 2025، تطرح الانفجارات المتكررة، كحادثة جبلة، تساؤلات جدية حول قدرة السلطة الانتقالية على بسط الأمن والسيطرة على الإرث العسكري المبعثر في البلاد.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية