سانشيز يدعو لتعليق فوري لاتفاق التعاون الأوروبي مع إسرائيل بسبب حرب غزة

سانشيز يدعو لتعليق فوري لاتفاق التعاون الأوروبي مع إسرائيل بسبب حرب غزة
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز

اتهم رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، اليوم الخميس، إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة، داعيًا الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ خطوة فورية لتعليق اتفاق التعاون الموقع مع تل أبيب، في أقوى إدانة تصدر حتى الآن من زعيم أوروبي للحرب المستمرة منذ أكثر من ثمانية أشهر على القطاع الفلسطيني المحاصر.

وخلال تصريحات أدلى بها للصحفيين على هامش اجتماع المجلس الأوروبي في بروكسل، قال سانشيز: "الوضع الكارثي للإبادة الجماعية يتكشف في غزة، وعلينا أن نتصرف. يجب على أوروبا أن تعلّق اتفاق التعاون مع إسرائيل، ويجب أن تفعل ذلك فورًا"، وفق وكالة "فرانس برس".

وشدد سانشيز، الذي ينتمي للحزب الاشتراكي الحاكم في إسبانيا، على أن سياسة المعايير المزدوجة لم تعد مقبولة، قائلاً: "من غير المنطقي أن يفرض الاتحاد الأوروبي 18 حزمة من العقوبات على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا، بينما لا يجرؤ حتى على تعليق اتفاق التعاون مع إسرائيل رغم ما يجري في غزة".

تقرير أوروبي صادم

وتأتي تصريحات سانشيز عقب تقرير دبلوماسي قدمته مؤسسات الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي، خلص إلى وجود "مؤشرات" على أن إسرائيل تنتهك التزاماتها المتعلقة بحقوق الإنسان، بموجب الاتفاق الذي يشكل أساس العلاقات التجارية والاقتصادية بين الطرفين.

وأشار التقرير إلى الحصار المفروض على دخول المساعدات الإنسانية، والعدد الكبير من الضحايا المدنيين، والتدمير واسع النطاق للبنية التحتية، بالإضافة إلى الاستهداف المتكرر للصحفيين والمؤسسات الإعلامية، وما وصفه التقرير بـ"النزوح الجماعي القسري" الذي تتعرض له مئات الآلاف من العائلات الفلسطينية.

عوائق أمام التوافق

لكن دعوة سانشيز، رغم صراحتها، تصطدم بعقبة رئيسية تتعلق بموافقة بالإجماع من جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وهي عملية صعبة المنال بسبب الانقسام الحاد داخل التكتل بشأن الموقف من إسرائيل، إذ تتمتع تل أبيب بدعم تقليدي من بعض العواصم الأوروبية مثل برلين وبودابست وبراغ.

ويرى دبلوماسيون أوروبيون أن تعليق الاتفاق الأوروبي مع إسرائيل –الذي وُقع عام 2000 ويدير العلاقة السياسية والتجارية بين الجانبين– لا يزال احتمالاً ضعيفًا في ظل الانقسامات، رغم تصاعد الانتقادات العلنية مؤخرا، خاصة من حكومات اليسار في جنوب أوروبا.

وتتزامن هذه التصريحات مع استمرار الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، ردا على هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل 1219 شخصًا معظمهم من المدنيين، وفق إحصائية لوكالة "فرانس برس" استنادًا إلى بيانات رسمية إسرائيلية.

ومنذ ذلك الحين، شنت إسرائيل حربًا برية وجوية واسعة النطاق على القطاع، أسفرت حتى اليوم عن مقتل 56,156 فلسطينيًا غالبيتهم من النساء والأطفال، وفقًا لأحدث بيانات وزارة الصحة في غزة، التي تديرها حركة حماس، إضافة إلى نزوح أكثر من 1.9 مليون شخص، ما أدى إلى انهيار البنى التحتية والخدمات الأساسية بالكامل تقريبًا.

موقف إسبانيا المتقدم

وكانت إسبانيا من أولى الدول الأوروبية التي اعترفت بدولة فلسطين في مايو الماضي، ضمن خطوة جماعية ضمت كذلك أيرلندا والنرويج، ما أدى إلى توتر غير مسبوق في العلاقات الدبلوماسية بين مدريد وتل أبيب.

ومنذ بداية الحرب، اتخذت الحكومة الإسبانية بقيادة سانشيز موقفًا ناقدًا للعمليات العسكرية الإسرائيلية، حيث اتهمها في أكثر من مناسبة بانتهاك القانون الدولي الإنساني، وطالب بتحقيق دولي بشأن الهجمات على المدنيين والمنشآت الصحية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية