"نيويورك تايمز": شهادات صادمة تكشف انتهاكات بحق المهاجرين داخل مراكز الاحتجاز

"نيويورك تايمز": شهادات صادمة تكشف انتهاكات بحق المهاجرين داخل مراكز الاحتجاز
مهاجرون داخل مراكز الاحتجاز - أرشيف

تزايدت المخاوف الحقوقية بشأن الظروف غير الإنسانية داخل مراكز احتجاز المهاجرين في الولايات المتحدة، في ظل تصعيد حملة الاعتقالات الجماعية التي أطلقتها إدارة الرئيس دونالد ترامب.

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم السبت، شهدت مراكز الاحتجاز في أنحاء البلاد اكتظاظًا حادًا، وسط تقارير موثقة عن تدهور بيئة الاحتجاز، من غياب الاستحمام والرعاية الطبية، إلى ظروف معيشية غير صحية. 

وأفاد محامون وحقوقيون بأن بعض المهاجرين أمضوا أسبوعًا أو أكثر دون استحمام، بينما ينام آخرون ملتصقين على أرضيات خرسانية، دون أغطية مناسبة، في غرف مكتظة وغير مجهزة.

كثفت إدارة ترامب من حملات التوقيف عبر مداهمات أماكن العمل واعتقالات المحاكم، ما أدى إلى ارتفاع عدد المحتجزين إلى أكثر من 56 ألف شخص في منتصف يونيو، متجاوزين الطاقة الاستيعابية البالغة 41 ألفًا.

وسّعت الإدارة التعاقد مع شركات السجون الخاصة، وطالبت بزيادة ميزانية الاحتجاز إلى 45 مليار دولار، ما يعادل عشرة أضعاف الميزانية الحالية.

قال مدير التقاضي في منظمة "أمريكيون من أجل العدالة للمهاجرين"، بول تشافيز، إن "الظروف الحالية هي الأسوأ خلال 20 عامًا من عملي"، مشيرًا إلى أن المرافق "لم تكن مثالية من قبل، لكنها الآن مروّعة".

وفيات وإهمال طبي

سجّلت مراكز احتجاز دائرة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) وفاة 10 مهاجرين منذ بداية العام، بينهم انتحاران على الأقل في ولايتي أريزونا وجورجيا، وحالتي وفاة في مركز كروم بميامي.

وأكدت المنظمات الحقوقية أن الوضع الصحي للمحتجزين يتدهور بشكل خطر، خاصةً في ظل نقص العلاج لأمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.

رصدت محامية حقوق الإنسان أليخاندرا غونزا من منظمة "لا ريسستانسيا" أن الحراس في مركز تاكوما يتأخرون في تقديم الطعام إلى ما بعد منتصف الليل، ولا يوفرون فترات استراحة كافية أو إمكانية الوصول إلى الأموال لإجراء مكالمات أو شراء مستلزمات النظافة.

شهادات المحتجزين

روى الشاب البرازيلي مارسيلو غوميز، البالغ من العمر 18 عامًا، أنه أمضى ستة أيام في غرفة بلا نوافذ في مكتب ميداني تابع لـ ICE، حيث شارك أكثر من 35 شخصًا مرحاضًا واحدًا دون خصوصية، وكان الطعام سيئًا بالكاد يُؤكل، وأوضح أنه فقد نحو سبعة أرطال خلال تلك الأيام.

كما تحدث خافيير، عامل يومي مكسيكي، عن اعتقاله في كاليفورنيا، واحتجازه في غرفة مكتظة وباردة دون مقاعد كافية، ووجود مرحاض واحد غير صالح للاستعمال، وأفاد بأن هناك حالة من "اليأس والخوف الشديدين"، مؤكداً أن المحتجزين كانوا يُجبرون على مشاركة نفس البطانية.

ونفت وزارة الأمن الداخلي بشكل قاطع وجود اكتظاظ أو إهمال داخل مرافق الاحتجاز، وصرحت المتحدثة تريشيا ماكلولين بأن المحتجزين "يتلقون رعاية طبية مناسبة، ويحصلون على وجبات طعام، ويُسمح لهم بالتواصل مع عائلاتهم ومحاميهم".

لكن المحامية سيندي وودز من اتحاد الحريات المدنية الأمريكي في ألاسكا وصفت ظروف الاحتجاز بأنها "سجن عقابي"، محذّرة من تداعيات العزل النفسي وغياب الشعائر الدينية، وموضحة أن مهاجرين تعرضوا لرش الفلفل خلال نزاعات على ممتلكاتهم.

ذكر المحامي مارك روزنباوم من منظمة" بوبلك كاونسل" أن ICE تحشر المحتجزين "كما لو كانوا سردينًا"، وتمنعهم من التواصل مع المحامين أو ممارسة حقهم في الدفاع القانوني، كما نقلت المحامية نيرا شيفر من أريزونا أن السلطات عرضت على بعض موكليها 1000 دولار مقابل المغادرة الطوعية لتوفير أماكن جديدة.

تدهور الأوضاع الصحية

وفي نيوجيرسي، فرّ أربعة رجال من مركز ديلاني هول، بعد توتر ناجم عن تدهور الأوضاع الصحية والغذائية، وقالت المحامية غوينيث هيسر إن موكلها المصاب بالسكري لم يحصل على طعام مناسب أو أنسولين بانتظام، ما أدى إلى تدهور حالته الصحية.

وكشفت محامية الهجرة آن بيلسبري في نيويورك أن موكلها، رجل هندوراسي، نُقل مرارًا بين ولايات بنسلفانيا وتكساس وأوهايو، دون إخطار قانوني واضح، ما عرقل التواصل القانوني معه.

أما والد شاب معتقل في محكمة الهجرة في مانهاتن، فقال إن ابنه نُقل بين عدة ولايات، واحتُجز في مركز بولاية بنسلفانيا حيث عانى من طعام فاسد.

وقالت سينثيا مايرز، من شيكاغو، إن زوجها المحتجز في لويزيانا تعرض لضغوط نفسية شديدة وإلحاح دائم للقبول بالترحيل، دون مراعاة للحقوق أو الإجراءات القانونية.

دعوات حقوقية لإنهاء الانتهاكات

تطالب منظمات حقوقية ونواب في الكونغرس بإجراء تحقيقات عاجلة في ظروف مراكز الاحتجاز، وبتقليص فترات الاحتجاز، وضمان حصول المحتجزين على الرعاية الطبية والغذاء الكافي.

ووسط الإنكار الحكومي والاتهامات الحقوقية، تتصاعد الدعوات لإصلاح نظام الاحتجاز بالكامل، بما يحترم كرامة الإنسان ويحمي الحق في المحاكمة العادلة والكرامة الإنسانية.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية