"القضاء الإيراني": الضربة الإسرائيلية لسجن إوين قتلت 71 شخصاً بينهم سجناء

"القضاء الإيراني": الضربة الإسرائيلية لسجن إوين قتلت 71 شخصاً بينهم سجناء
آثار الضربات الإسرائيلية في إيران

أعلنت السلطة القضائية الإيرانية، اليوم الأحد، أن الضربة الإسرائيلية التي استهدفت سجن إوين شديد التحصين شمال طهران، أودت بحياة 71 شخصاً على الأقل، وذلك بعد أيام من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران الذي أنهى مواجهة عسكرية استمرت 12 يوماً.

وأكد المتحدث باسم السلطة القضائية أصغر جهانغير في مؤتمر صحفي، أن "العدد الرسمي للضحايا الذين قُتلوا في الهجوم على سجن إوين بلغ 71"، موضحاً أن القتلى بينهم موظفون إداريون، جنود، سجناء، زوار، وأشخاص مدنيون يقيمون في محيط المنشأة، وفق وكالة "فرانس برس".

ويُعرف سجن إوين بأنه من أكثر السجون حساسية في إيران، ويستخدم منذ عقود لاحتجاز السجناء السياسيين، المعارضين، الصحفيين، ومدافعين عن حقوق الإنسان، وغالباً ما كان محل انتقادات منظمات دولية بسبب أوضاعه القاسية.

وكانت إسرائيل قد أكدت في وقت سابق أنها استهدفت سجن إوين يوم الاثنين الماضي، ضمن سلسلة من الضربات الموجعة التي وجهتها إلى "مراكز القيادة والمراقبة والاحتجاز التابعة للنظام الإيراني"، رداً على الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة التي أطلقتها طهران في بداية الحرب يوم 13 يونيو 2025.

دمار هائل في الأبنية

ورغم انتهاء الحرب بوقف إطلاق نار في 24 يونيو، فإن تداعياتها لا تزال تلقي بظلال ثقيلة، وخاصة بعد أن بدأت الصور تتسرّب من موقع سجن إوين، وتظهر دماراً هائلاً في الأبنية، وانهيارات في الأسقف، وتدميراً كاملاً للمرافق، بحسب ما نشره موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية الإيرانية.

ووفق البيان الصادر عن السلطة القضائية، فقد طالت الضربة بشكل خاص "المركز الصحي" و"قاعة الزيارة"، وهما منطقتان غالباً ما تعجّان بالزوار والسجناء في آنٍ معاً، مما يُفسّر العدد الكبير من الضحايا.

وأضاف البيان أنه تم نقل عدد كبير من المعتقلين من سجن إوين إلى سجون بديلة في الأيام التي تلت الضربة، وسط مخاوف من انهيار أمني داخل المؤسسة، ومن احتمالات تسرّب المعلومات أو وقوع فوضى نتيجة فقدان السيطرة.

أجانب تحت الخطر

ومن أبرز المحتجزين في سجن إوين المواطنة الفرنسية سيسيل كولر (40 عاماً)، وزوجها جاك باريس (74 عاماً)، واللذان اعتقلا في مايو 2022 خلال زيارة سياحية، ووجهت إليهما السلطات الإيرانية تهمة "التجسس لصالح دولة أجنبية".

وتعدّ باريس الزوجين "رهينتين" وتطالب منذ سنوات بالإفراج عنهما. وبعد الضربة، أكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن الاثنين "لم يصابا بجروح"، بحسب ما أعلنه وزير الخارجية جان نويل بارو، الذي وصف الهجوم بـ"غير المقبول".

ورغم أن إسرائيل لم تُعلن رسميًا تفاصيل الضربة، فإن مصادر أمنية غربية أكدت أنها جاءت ضمن سياسة الضغط القصوى على النظام الإيراني لتقويض قدراته على "قمع المعارضين الداخليين" و"دعم الشبكات المسلحة الإقليمية"، في إشارة إلى الحرس الثوري والميليشيات المرتبطة بطهران في لبنان وسوريا والعراق.

انتهاك القوانين الدولية

من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي إن استهداف سجن يحتجز رهائن أجانب هو عمل ينتهك القوانين الدولية ويهدد حياة المدنيين والسجناء على حد سواء، مطالباً بإجراء تحقيق مستقل في الواقعة.

ويثير استهداف سجن إوين ردود فعل متباينة في الشارع الإيراني، حيث يرى البعض أن إسرائيل وجّهت ضربة موجعة للنظام عبر استهداف رمز لقمع المعارضين، فيما يعدّ آخرون المدنيين الأبرياء والسجناء السياسيين هم من دفعوا الثمن الأكبر.

وتعزز هذه الضربة القلق الدولي المتزايد من تصعيد استهداف المرافق المدنية خلال النزاعات العسكرية، خاصة تلك التي تضم معتقلين أو رهائن أو حتى مرافق طبية، الأمر الذي يشكل خرقًا واضحًا للقانون الإنساني الدولي.

ولا تزال أعمال الإنقاذ وإزالة الأنقاض مستمرة في سجن إوين، في وقت لا يُستبعد فيه أن ترتفع حصيلة القتلى في الأيام المقبلة، مع تواصل جهود تحديد هوية الضحايا وانتشال الجثث من تحت الأنقاض.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية