"الغارديان": تناحر الجماعات المسلحة على الإغاثة يفاقم الكارثة في غزة

"الغارديان": تناحر الجماعات المسلحة على الإغاثة يفاقم الكارثة في غزة
آثار العدوان في غزة

هاجم مسلحون مستشفى ناصر في خان يونس الأسبوع الماضي بعد نقل شاب مصاب إلى قسم الطوارئ، أُصيب الشاب خلال مشاركته في اشتباك بين عصابات مسلحة في مدينة غزة الجنوبية بسبب التنافس على أكياس الدقيق المنهوبة من قوافل الإغاثة.

ووفقا لصحيفة "الغارديان"، الأحد، اقتحم المسلحون المستشفى واعتدوا على الطاقم الطبي، وحطموا المعدات، وأشعلوا النار في المركبات، اندلعت معركة مسلحة بعد تدخل قوة أمنية تابعة لوزارة الداخلية في غزة، في حين حلقت طائرات إسرائيلية بدون طيار في السماء.

وأكدت مصادر طبية ومحلية لـ"الغارديان" أن الاشتباكات المسلحة داخل المستشفى تعكس تصاعد الفوضى والعنف في غزة بعد 21 شهرًا من الحرب.

بدأت الأزمة بهجوم شنه مقاتلو حماس على جنوب إسرائيل في أكتوبر  2023، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واختطاف 251 آخرين، وردّت إسرائيل بهجوم واسع النطاق أدى إلى مقتل أكثر من 56,500 فلسطيني، معظمهم مدنيون، ونزوح 2.3 مليون شخص.

عصابات إجرامية وميليشيات

انضم إلى النزاع المسلح في غزة فصائل جديدة وعصابات إجرامية وميليشيات قبلية، ما أدى إلى تقسيم القطاع إلى مناطق نفوذ متعددة.

والآن تسيطر إسرائيل على أجزاء من غزة، فيما تهيمن جماعات محلية مثل "القوات الشعبية" بقيادة ياسر أبو شباب على مناطق حدودية، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تقديم دعم لهذه الجماعات في إطار استراتيجيته لمحاربة حماس.

ورغم مقتل معظم القادة العسكريين لحماس، لا تزال المنظمة تحتفظ ببعض النفوذ في شمال غزة، عبر موظفين مدنيين وتقنيين يديرون قطاعات خدمية، اشتبكت حماس أخيرًا مع عصابات إجرامية، منها الحادثة المسلحة داخل مستشفى ناصر.

صرّح مسؤول طبي كبير في المستشفى بأن السكان المحليين يحمّلون المقاتلين مسؤولية تخريب المنشآت الطبية، وطالبوا باعتذار رسمي، في الوقت نفسه، تستهدف القوات الإسرائيلية الشرطة المحلية التابعة لحماس، مثل قوة "سهم"، التي قُتل عدد من أفرادها في غارة جوية بدير البلح.

نفاد المخزونات في غزة

أدى توقف الإمدادات الإنسانية، منذ انتهاء الهدنة التي استمرت شهرين، إلى نفاد المخزونات، ما جعل المساعدات سلعة نادرة وقيمة، قال مسؤول إغاثي إن كيس الدقيق يزن 25 كغ ويُباع بما يصل إلى 500 دولار، ما يحفّز على العنف والسيطرة بالقوة على قوافل الإغاثة.

وتستولي الجماعات المسلحة على شاحنات المساعدات أو تُجرد من حمولتها على يد مدنيين يائسين، قُتل مئات المدنيين أثناء محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع الغذاء التابعة لمؤسسة "غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي وزّعت أكثر من 51 مليون وجبة.

وأفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمقتل أكثر من 500 شخص في الأسابيع الأخيرة، معظمهم بنيران القوات الإسرائيلية، والبعض الآخر في اشتباكات مع لصوص.

ونشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية تقريرًا استند إلى شهادات جنود، كشف عن أوامر بإطلاق النار على المدنيين، و بدأ الجيش الإسرائيلي تحقيقًا داخليًا في مزاعم بارتكاب جرائم حرب.

قال ضابط إسرائيلي للصحيفة: "أنا متمركز هناك، وحتى أنني لم أعد أعرف من يطلق النار على من"، في إشارة إلى فوضى الساحة القتالية في غزة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية