"الأغذية العالمي" يحذّر: انعدام الأمن الغذائي يهدد جميع سكان غزة (فيديو)

حذّر كارل سكاو، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، من أن الوضع الإنساني في قطاع غزة بلغ مستوى غير مسبوق من التدهور، حيث يعاني جميع سكان القطاع من انعدام الأمن الغذائي، في حين يواجه نحو 500 ألف شخص خطر الجوع الشديد.

وتحدث سكاو للصحفيين في نيويورك يوم الجمعة عقب زيارة أجراها إلى غزة، قائلاً: "خلاصة ما توصلت إليه أن الوضع الإنساني أسوأ مما رأيته على الإطلاق، فالاحتياجات الإنسانية أعلى من أي وقت مضى، وقدرتنا على الاستجابة باتت مقيدة بشكل غير مسبوق" وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

الجوع يتفاقم يوماً بعد يوم

أشار سكاو إلى تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي الصادر قبل أسابيع، مؤكداً أن الوضع ازداد سوءًا منذ ذلك الحين، مع تفاقم سوء التغذية بين السكان، واستشهد بإحصاءات اليونيسف التي تفيد بأن نحو 90 ألف طفل يحتاجون بشكل عاجل للعلاج من سوء التغذية، وأن واحدًا من كل ثلاثة أشخاص في غزة يمضي أيامًا دون أن يتناول أي طعام.

وأردف قائلاً: التقيت عائلات أخبرتني أن أطفالها قد يقضون أيامًا بلا طعام، وفي الأيام القليلة التي يأكلون فيها يكتفون بحساء ساخن مع حفنة عدس أو بعض قطع المعكرونة القليلة، مضيفًا أن أمهات يحاولن منع أطفالهن من اللعب لتقليل استهلاك الطاقة.

أوضح سكاو أن سكان غزة يموتون الآن كل يوم خلال محاولتهم الحصول على الطعام، معتبرًا ذلك أكبر دليل على يأس الوضع، وقال: "هذا الأمر يفوق مجرد أزمة غذاء، إنه انهيار كامل لسبل البقاء".

تقييد وصول المساعدات

نبّه المسؤول الأممي إلى أن قدرة المنظمات الإنسانية على الوصول إلى المحتاجين في غزة باتت مقيدة أكثر من أي وقت مضى، لافتًا إلى أن كميات المساعدات التي تُدخلها الوكالات لا تكفي سوى لتلبية جزء صغير من الاحتياجات الهائلة.

وأضاف: حتى بعد رفع جزئي للحصار، لم نتمكن إلا من إدخال 20 إلى 30 شاحنة يوميًا، وهذا أبعد ما يكون عن الكفاية. ونتيجة لذلك، ارتفعت أسعار السلع بشكل كبير، حيث وصل سعر كيلو دقيق القمح إلى أكثر من 25 دولارًا، وفق ما رصده خلال زيارته.

وقف إطلاق النار وفتح المعابر

أكد سكاو أن الأمم المتحدة تمتلك ما يكفي من الغذاء عند الحدود لتغطية احتياجات السكان لمدة شهرين تقريبًا، لكنه شدّد: من الواضح أننا بحاجة إلى وقف إطلاق النار، وفتح جميع الطرق من الأردن ومصر وإسرائيل، وتوفير الأمن لضمان إيصال المساعدات.

وأشار إلى أن الأمم المتحدة تمكنت اليوم من إدخال مساعدات إلى شمال القطاع عبر معبر زيكيم لأول مرة منذ عدة أيام، قائلاً: "نريد الوصول إلى الشمال لأنه السبيل الوحيد لتقليل مستويات اليأس وخفض الأسعار".

وتواجه غزة منذ أكتوبر 2023 حصارًا مشددًا واستهدافًا للبنى التحتية المدنية، ما أدى إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة شملت نقصًا حادًا في الغذاء والدواء والمياه والوقود، وأكدت منظمات دولية مرارًا أن الأزمة تجاوزت حدود الكارثة الإنسانية إلى مستوى الخطر الجماعي على بقاء السكان في القطاع المحاصر.