بعد تصاعد مقلق.. حمى الضنك تهدد باكستان وحملات مدنية للحد من انتشارها
بعد تصاعد مقلق.. حمى الضنك تهدد باكستان وحملات مدنية للحد من انتشارها
شهد إقليم البنجاب، أكبر المناطق السكانية في باكستان، تصاعدًا مقلقًا في حالات حمى الضنك مع دخول فصل الأمطار، ما استدعى تدخلًا فوريًا من وزارتي الصحة والمسؤولين المحليين، وبينما تسعى الحكومة إلى احتواء تفشي المرض، تبقى التحديات كثيرة بالنظر إلى تفشي البعوض الناقل بشكل واسع وضغط النظام الصحي.
وعقد وزيري الصحة في إقليم البنجاب، خواجة سلمان رفيق وخواجة عمران نذير، اجتماعًا عاجلًا للجنة الأمراض المعدية، وطالبوا في بيان، نشر اليوم الأحد، باتخاذ إجراءات ميدانية عاجلة تشمل الرش وإزالة مصادر المياه الراكد -إذ يؤدي تجمع المياه إلى تكاثر بعوض الزاعجة المصرية- وتنفيذ حملات نظافة وتحسيس في المناطق المعرضة للخطر.
وأُكد الوزيران خلال الاجتماع استدعاء فرق مستشفيات الرعاية الأولية لدعم مكافحة الضنك في المناطق المتضررة، وسط تحذير من تحول الوضع إلى أزمة صحية تتطلب تدخلًا جماعيًا دوليًا.
موجة تفشٍّ تُسجل أرقاماً مرتفعة
حسب وزارة الصحة، سجل إقليم البنجاب 172 حالة جديدة خلال 24 ساعة واحدة نهاية يونيو 2025، مع التركيز على راولبندي (157 حالة)، ولاغورد (8) وغيرها، ما رفع إجمالي الإصابات هذا العام إلى نحو 3,771 حالة.
وتظهر البيانات الرسمية لعام 2021 لوباء سابق اهتمامًا رسميًا من منظمة الصحة العالمية التي ذكرت أن مقاطعة البنجاب سجلت نحو نصف الحالات المسجلة في البلاد.
وأُطلقت حملة وطنية في البنجاب تحت شعار "Har Shukrawar Dengue Te Vaar"، اعتمدت على مشاركة واسعة من فرق الرعاية الصحية والطلاب والمعلمين.
وشملت تفتيش 22 ألف منزل أسبوعياً للتأكد من خلوها من بيئات تكاثر الذباب، والكشف عن يرقات في 47 منزلاً في لودهيانا، وتوسيع نطاق التحريات إلى أماكن التجمعات والمدارس والمياه المكشوفة، وتوزيع مكافيح بيولوجية لمحاصرة اليرقات في البرك.
نصائح الأمم المتحدة وWHO
حذرت منظمة الصحة العالمية من إعادة ظهور الضنك وسلطت الضوء على انتقال أربعة سلالات فيروس مختلفة في باكستان، داعية إلى منظومة شاملة لمكافحة البيئة اليرقية والبعوض، وتنظيف أسبوعي لحاويات المياه والأسطح، واستخدام المبيدات الشخصية مثل الناموسيات، والستائر، ورذاذ الطارد.
كما تم تعزيز المختبرات وتدريب العاملين الصحيين لرصد وتشخيص مبكر للحالات، حسب منظمة الصحة.
ومع استمرار جائحة كوفيد-19، تأثرت قدرة النظام الصحي على الاستجابة للطوارئ الجديدة، حسب تقييم WHO، وفي تفشي 2019، ارتفع عدد الإصابات إلى أكثر من 50 ألف حالة و91 وفاة، وهو مؤشر على خطورة الفيروس إذا لم تُتخذ إجراءات فورية.
تحالف وطني شامل
يتضح أن منع التوسع في حالات الضنك يتطلب حزمة مقاربات: تحسين البيئة والمياه، الرصد الطبي، التوعية، ودعم المدنيين. جهود إقليم البنجاب تظهر نموذجًا لبعض التدخلات الناجحة.
لكن مع اقتراب موسم الأمطار، لا بد للحكومة الفيدرالية والدول المجاورة، بدعم دولي، من تعزيز هذه الجهود لتفادي كارثة صحية محتملة، حماية الصحة العامة، وتعزيز جاهزية النظام الصحي الوطني.