"مراسلون بلا حدود" تتهم الرئيس الأمريكي بتقويض حرية الصحافة
"مراسلون بلا حدود" تتهم الرئيس الأمريكي بتقويض حرية الصحافة
اتهمت منظمة "مراسلون بلا حدود" الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بانتهاج أساليب استبدادية ضد وسائل الإعلام، معتبرة أنه بات يُجسد تهديداً حقيقياً لحرية الصحافة داخل الولايات المتحدة وخارجها.
وجاء في بيان المنظمة الصادر، الخميس، أن ترامب ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في 20 يناير الماضي، كثّف هجماته على الصحافة وشرع في تنفيذ تدابير تستهدف تقييد عملها، مستلهماً نهج الأنظمة السلطوية حول العالم، وملهمًا لها في الوقت ذاته، وفق وكالة "فرانس برس".
واتهمت "مراسلون بلا حدود"، الرئيس الأمريكي بمضاعفة "الهجمات الكلامية" تجاه وسائل الإعلام، وبالسعي لتقويض الثقة بها لدى الرأي العام الأمريكي.
وأوضح مدير الفرع الأمريكي لـ"مراسلون بلا حدود"، الخبير الإعلامي كلايتون ويميرز، أن "هذه الأساليب ليست جديدة، إذ تُمارَس منذ سنوات من قبل الأنظمة المعادية للصحافة، لكن ترامب عزز هذه التوجهات، وقدم نموذجاً يحتذى به لقادة آخرين في العالم يرغبون في إسكات الصحافة الوطنية لديهم".
وانتقد ويميرز ممارسات ترامب التي وصفها بأنها "غير مسبوقة" في ديمقراطية مثل الولايات المتحدة، قائلاً إن "ترامب منح الشرعية لخطابات الكراهية تجاه الصحفيين، وجعل من الهجوم عليهم جزءًا من أجندته السياسية".
تضييق على وسائل الإعلام
فرضت إدارة ترامب في شهر فبراير الماضي، قيوداً على وكالة "أسوشييتد برس"، بعد أن رفضت استخدام تعبير "خليج أمريكا" بدلاً من "خليج المكسيك"، وهو تعبير غير معترف به سوى في قاموس الرئيس الأمريكي.
واعتبرت المنظمة أن هذا النوع من التدخل في المصطلحات الصحفية يعكس محاولة للسيطرة على الخطاب الإعلامي، بما يتعارض مع أبسط قواعد حرية التعبير.
وفي خطوة أخرى وُصفت بالخطيرة، أعلنت الإدارة الأمريكية نيتها تفكيك منظومة البث العام، بما في ذلك إغلاق مؤسسات إعلامية دولية مثل "صوت أمريكا" (Voice of America)، و"راديو فري يوروب"/"راديو ليبرتي"، و"راديو فري آسيا"، ما يعني حرمان مئات الملايين من المستمعين حول العالم من مصادر موثوقة للأخبار، وفق ما أكدته المنظمة.
تهديد وجودي للإعلام
كشفت “مراسلون بلا حدود” عن مساعي إدارة ترامب لوقف التمويل الفدرالي المخصص لوسائل الإعلام العامة، بما في ذلك إذاعة "NPR" وشبكة "PBS"، فضلاً عن مؤسسات إعلامية محلية تابعة لهما.
وحذّرت المنظمة من أن هذه الخطوات ستقوّض قدرة هذه المنصات على تقديم محتوى مستقل وعالي الجودة، وتُفسح المجال أمام وسائل إعلام تروج لسياسات الأنظمة الاستبدادية مثل روسيا والصين.
وأقدمت إدارة ترامب أيضاً على مقاضاة شبكة "CBS" الخاصة، متهمةً إياها بتقديم تغطية إعلامية "منحازة" ضده.
ورأت "مراسلون بلا حدود" أن هذه الملاحقات القضائية تُعد بمثابة رسالة تحذير إلى باقي المؤسسات الإعلامية، وتؤكد أن الإدارة الحالية لا تتردد في استخدام أدوات الضغط السياسي والقانوني لكبح التعددية الإعلامية.
علاقة مضطربة مع الإعلام
تعود العلاقة المتوترة بين دونالد ترامب ووسائل الإعلام إلى حملته الانتخابية الأولى عام 2016، حين دأب على مهاجمة الصحفيين، واتهام وسائل إعلام بارزة مثل "CNN" و"واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز" بنشر "أخبار كاذبة".
وفي أثناء ولايته الرئاسية الأولى، قاطع عدداً من المؤتمرات الصحفية، وطرد مراسلين من البيت الأبيض، ورفض الرد على أسئلة تنتقد سياساته، ما تسبب حينها في موجة تنديد داخل الولايات المتحدة وخارجها.
ويبدو أن عودة ترامب إلى السلطة لم تغيّر كثيراً من خطابه، بل زادت من استهدافه للمؤسسات الإعلامية، وهو ما تعتبره منظمات حقوقية تهديداً مباشراً للديمقراطية الأمريكية.