سباق مع الزمن.. فرق الأمم المتحدة تتحرك لإنقاذ الأرواح الجائعة في غزة

سباق مع الزمن.. فرق الأمم المتحدة تتحرك لإنقاذ الأرواح الجائعة في غزة
فلسطينيون يحصلون على مساعدات إنسانية

رحبت الأمم المتحدة بإعلان إسرائيل عن هدَن إنسانية في قطاع غزة، واعتبرتها فرصة نادرة لتقديم الإغاثة العاجلة لسكانٍ يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي، وتسابق فرق الأمم المتحدة ومجتمع العمل الإنساني الزمن للاستفادة من هذه النافذة لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح وسط مشاهد مأساوية يعيشها المدنيون يوميًا.

وصف توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في بيان له مساء الأحد، الأزمة في غزة بأنها مدمّرة، كاشفًا أن واحدًا من كل ثلاثة أشخاص هناك لم يأكل منذ أيام وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

وفي بيانه رحّب فليتشر بقرار إسرائيل بدعم زيادة المساعدات لمدة أسبوع، بما يشمل رفع القيود الجمركية على الغذاء والوقود القادم من مصر، وتخصيص طرق آمنة للقوافل الأممية.

ورغم جمع أكثر من 100 شاحنة مساعدات في يوم واحد، شدد فليتشر على أن الأزمة تتطلب أضعاف هذه الكمية لتجنّب مجاعة وشيكة وكارثة صحية.

مطالب عاجلة لإنقاذ الأرواح

أكد المسؤول الأممي الحاجة إلى تسريع إصدار التصاريح للقوافل، وتسيير عدة رحلات يومية إلى المعابر، إضافة إلى وقف الهجمات على المدنيين الباحثين عن الطعام.

كما دعا إلى إدخال الوقود بشكل منتظم وبالكميات المطلوبة لدعم العمل الإنساني المستمر، مشدداً على: "لا نحتاج إلى هدنة فقط، بل إلى وقف دائم لإطلاق النار".

أرقام صادمة وتحذيرات دولية

من جهتها، حذرت منظمة الصحة العالمية من ارتفاع معدلات سوء التغذية إلى مستويات مقلقة، حيث سجلت 74 وفاة مرتبطة بالجوع منذ بداية عام 2025، منها 63 حالة خلال شهر يوليو وحده، من بينهم أطفال لا تتجاوز أعمارهم الخامسة.

كما كشفت المنظمة عن وفاة أكثر من 1060 شخصًا وإصابة 7200 آخرين منذ أواخر مايو أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء وسط ظروف خطرة وفوضى مميتة.

جهود إغاثية على الأرض

اليونيسف بدورها عدّت إعلان الهدن الإنسانية فرصة لقلب الكارثة الحالية وإنقاذ الأرواح وأكدت أن الأطفال في قطاع غزة يعيشون كابوسًا حقيقيًا منذ انهيار وقف إطلاق النار في مارس الماضي، حيث يمثل الأطفال 80% من الوفيات المرتبطة بالجوع.

وفي يوليو فقط، تمكنت المنظمة من إدخال 147 شاحنة محمّلة بطعام الأطفال والحليب، وأعربت عن استعدادها لتوسيع نطاق الإغاثة.

برنامج الأغذية العالمي: طعام يكفي 3 أشهر

برنامج الأغذية العالمي أعلن ترحيبه بالهدن الإنسانية، مؤكّدًا امتلاكه مخزونًا كافيًا لإطعام سكان غزة البالغ عددهم نحو 2.1 مليون شخص لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر.

كما أعلن عن ترتيبات لزيادة عدد الشاحنات، واستخدام طرق بديلة، وتسهيلات لدخول معدات الاتصال لتنسيق الإغاثة، إلى جانب ضمانات أمنية لحماية القوافل الإنسانية.

يشهد قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه نتيجة الحرب المستمرة والحصار الخانق منذ سنوات، حيث يعيش أكثر من مليوني شخص في مساحة محدودة، ويعتمدون بشكل شبه كامل على المساعدات الخارجية.

تفيد التقارير الأممية بأن أكثر من نصف سكان القطاع يعيشون تحت خط الفقر، فيما يواجه 100% من السكان انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي منذ بداية عام 2025.

ويقول خبراء إن استمرار إغلاق المعابر وتأخير وصول المساعدات سيؤدي إلى كارثة إنسانية واسعة النطاق، وخصوصاً مع انهيار المنظومة الصحية وانعدام الخدمات الأساسية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية