حملة تضامن تكسر العزلة.. نساء السويداء بين النار والصمت الدولي

حملة تضامن تكسر العزلة.. نساء السويداء بين النار والصمت الدولي
حملة تضامن مع نساء السويداء

في ظل العنف الذي شهدته مدينة السويداء السورية منذ 13 يوليو الجاري، تعيش النساء هناك واحدة من أشد لحظاتهن قسوة، بين الخوف من الاستهداف المباشر، ومأساة النزوح والانهيار الكامل للخدمات الأساسية. 

ومع تزايد عدد الضحايا الذي بلغ 1386 قتيلاً منذ بدء الاشتباكات، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان له، اليوم الخميس، برز صوت نساء إقليم شمال وشرق سوريا ليعلن تضامنًا نسويًا غير مسبوق مع نساء السويداء، في محاولة لكسر الصمت الدولي وتحويل المعاناة إلى قضية إنسانية عاجلة.

ومنذ اندلاع الاشتباكات العنيفة في السويداء، تحولت حياة المدنيين إلى كابوس يومي، عشرات النساء والأطفال سقطوا ضحايا لعمليات إعدام ميداني وقصف عشوائي، فيما شهدت الأحياء موجات نزوح جماعي وانقطاعًا شبه تام في المياه والكهرباء والخدمات الصحية.

وفي بيان أصدرته منصة الفعاليات المشتركة للنساء في إقليم شمال وشرق سوريا، أكدت المشاركات تضامنهن مع نساء السويداء اللواتي يواجهن "جرائم ممنهجة تمس كرامتهن وحقهن في الحياة، وسط غياب أي حماية رسمية أو تدخل إنساني فعال".

البيان لم يكتفِ بالتضامن، بل وجّه اتهامًا واضحًا بالتقاعس للحكومة السورية المؤقتة التي اكتفت بتحركات شكلية، فيما عدّت لجنة تقصي الحقائق أن بياناتها "محاولة لتبرئة الذات وتمييع الحقيقة وإطالة أمد الإفلات من العقاب".

حملة نسائية لكسر العزلة 

أعلنت المنصة عن إطلاق حملة تحت شعار "معًا لدعم نساء السويداء في مواجهة الإبادة"، تستمر سبعة أيام، وتهدف إلى رفع صوت النساء في مواجهة الجرائم، وتوثيق الانتهاكات وتحويلها إلى ملفات للمساءلة الدولية.

بالإضافة إلى خلق مساحات تضامن مشتركة بين نساء السويداء ونساء شمال وشرق سوريا، وحشد الإعلام والرأي العام الدولي لفضح السياسات التي تحول النساء إلى ضحايا صامتات.

ويتضمن برنامج الحملة، إرسال رسائل عاجلة للمنظمات الحقوقية والنسوية الدولية، حملة إلكترونية واسعة لكسر جدار الصمت، ووقفات احتجاجية متزامنة تربط مأساة السويداء بذكرى مجزرة شنكال ضد النساء الإيزيديات.

كما يتضمن إعداد ملف موثق للانتهاكات تمهيدًا لتقديمه للأمم المتحدة، ومنتدى حواري ختامي لوضع آليات حماية ومتابعة نسائية مشتركة.

مطالب للحماية والمحاسبة

نادت الحملة بجملة من المطالب ومنها؛ الوقف الفوري لإطلاق النار وإنهاء جميع أشكال العنف ضد المدنيين، وفتح ممرات إنسانية آمنة لإجلاء النساء والأطفال وتسهيل وصول المساعدات، والإفراج عن النساء المختطفات والمعتقلات ووقف التعذيب والإخفاء القسري.

كما نادت بتسهيل وصول الإغاثة دون تسييس أو عرقلة، وتوفير حماية دولية فعالة ومنع التهجير القسري، وتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة لتوثيق الجرائم ومحاسبة الجناة.

وتؤكد نساء شمال وشرق سوريا أن التضامن مع نساء السويداء ليس مجرد موقف رمزي، بل صرخة أخلاقية ضد الإبادة والصمت الدولي. فالمأساة التي تتكرر اليوم تعيد للأذهان ما شهدته مناطق أخرى من سوريا والعراق، حين تحولت النساء إلى أهداف مباشرة لجرائم الحرب.

وتمثل الحملة محاولة لإعادة الإنسانية إلى صدارة المشهد السوري، حيث تتعرض النساء للقتل والنزوح والتعذيب في ظل عالم يراقب بصمت، فيما تبقى المطالبة بالمحاسبة والحماية مسؤولية جماعية لا يمكن تأجيلها.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية