"العربية لحقوق الإنسان": اغتيال أنس الشريف رصاصة إسرائيلية في قلب الحقيقة
"العربية لحقوق الإنسان": اغتيال أنس الشريف رصاصة إسرائيلية في قلب الحقيقة
في صباح دامٍ من أيام غزة المثقلة بالدمار والحصار، سقط الصحفي أنس الشريف، مراسل قناة الجزيرة، شهيدًا أمام مستشفى الشفاء، بينما كان يؤدي عمله داخل خيمة مخصصة للصحفيين، الاغتيال الذي وثقته المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، اعتبرته جزءًا من سياسة ممنهجة ينتهجها الجيش الإسرائيلي لإسكات الإعلام ومنع كشف الإبادة الجماعية المستمرة في غزة منذ أكتوبر 2023.
وأوضحت المنظمة، في بيان لها اليوم الاثنين، أن ما جرى ليس حادثًا عرضيًا أو خطأ عسكريًا، بل حلقة في مخطط طويل الأمد يستهدف الإعلام الفلسطيني، من خلال منع دخول الصحفيين الأجانب، وتدمير مقار الإعلام، وملاحقة كل من يجرؤ على نقل الصورة الحقيقية من الميدان.
الأرقام التي وثقتها المنظمة صادمة تكشف عن استشهاد أكثر من 230 صحفياً في غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي، وهو رقم غير مسبوق يعكس مدى خطورة الحرب على الحقيقة.
هذا الاستهداف الممنهج، بحسب المنظمة، يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف التي تحمي الصحفيين في مناطق النزاع.
طمس الحقيقة أمام أعين العالم
المنظمة العربية حذرت من أن ما يقوم به الجيش الإسرائيلي يهدف إلى حجب الصورة الحقيقية لما يجري في غزة، ومنع وصول الحقائق إلى المجتمع الدولي.. وفي المقابل، عبّرت عن استيائها من تقاعس المؤسسات الدولية ومجلس الأمن عن اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف هذه الانتهاكات، معتبرة الصمت الدولي مشاركة ضمنية في استمرار الجريمة.
ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والضغط على الاحتلال لوقف استهداف الصحفيين، وفتح تحقيقات دولية مستقلة لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، كما شددت على أهمية استمرار عمل الصحفيين رغم المخاطر الجسيمة، باعتبارهم خط الدفاع الأخير عن الحقيقة وحق الشعوب في المعرفة.
في ختام بيانها، أكدت المنظمة أن اغتيال أنس الشريف لن يخمد صوت الحقيقة، بل سيضاعف عزيمة الإعلاميين على مواصلة مهمتهم في كشف الجرائم، ونقل معاناة الشعب الفلسطيني المحاصر، حتى في أحلك الظروف وأقساها.
الحرب على غزة
منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، تعرّض القطاع لأبشع موجات القصف والتدمير، شملت استهداف الأحياء السكنية والمستشفيات والمراكز الإعلامية.
ورغم الحماية التي يكفلها القانون الدولي الإنساني للصحفيين، تشير تقارير المنظمات الحقوقية إلى أن السلطات الإسرائيلية تتبع سياسة متعمدة لإسكات الإعلام، من خلال منع التغطية الدولية وعرقلة وصول المساعدات والمعدات الصحفية.
وأدت هذه الممارسات إلى أكبر حصيلة من الضحايا في صفوف الصحفيين منذ بدء تسجيل الانتهاكات ضدهم، ما يضع المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي لمدى التزامه بحماية حرية الصحافة وحق الشعوب في الوصول إلى المعلومات.