تفشيات وبائية قاتلة في تعز مع رصد وفيات بالحصبة والكوليرا

أعلنت السلطات الصحية اليمنية، الثلاثاء، تسجيل 20 حالة وفاة وأكثر من 7300 إصابة بفيروس الحصبة ومرض الكوليرا في محافظة تعز منذ مطلع العام الجاري 2025، في وقت يشهد فيه القطاع الطبي انهياراً واسعاً.

تيسير السامعي، مدير الإعلام في مكتب وزارة الصحة العامة والسكان بتعز، أوضح في بيان أن الوفيات الناجمة عن الحصبة بلغت عشر حالات، في حين ارتفعت الإصابات إلى 1609 حالات، وأضاف أن حالات الوفاة بالإسهال المائي الحاد والكوليرا وصلت أيضاً إلى عشر، وتخطت الإصابات 5695 حالة منذ بداية العام.

أمراض أخرى تنتشر

وأشار المسؤول الصحي إلى استمرار ظهور أمراض أخرى بينها حمى الضنك وحمى الانحناء وفيروس غرب النيل، حيث بلغ عدد الإصابات بها مجتمعة 2508 حالات، دون تسجيل وفيات حتى الآن.

وتتزامن هذه الأوضاع مع نقص كبير في التمويل المقدم للقطاع الصحي في اليمن من المانحين الدوليين، إضافة إلى معاناة السكان من شح المياه الصالحة للشرب، ما يزيد من احتمالات تفشي الأوبئة.

محافظة تعز، المحافظة الكبرى من حيث عدد السكان، تعاني أوضاعاً خاصة لكونها مقسمة جغرافياً بين سيطرة الحكومة وجماعة الحوثي التي تفرض حصاراً على مركزها منذ سنوات، هذا الوضع يضاعف من صعوبة وصول الإمدادات الطبية والإنسانية إلى المدينة وسكانها.

حرب أنهكت النظام الصحي

ويشهد القطاع الصحي في اليمن تدهوراً حاداً منذ أكثر من عقد نتيجة الحرب المستمرة بين القوات الحكومية والحوثيين، إذ تشير بيانات أممية إلى إغلاق نحو نصف المرافق الطبية في البلاد، في حين يواجه العاملون في المجال الطبي نقصاً في الموارد والأدوية وارتفاعاً في تكاليف العلاج، ما يجعل ملايين اليمنيين بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

منظمة الصحة العالمية كانت قد حذرت مراراً من خطورة عودة الأمراض المعدية في اليمن نتيجة تراجع برامج التطعيم وضعف البنية التحتية الصحية، وتشير تقارير دولية إلى أن النزاع المسلح المستمر منذ أكثر من عشر سنوات حرم ملايين الأطفال من اللقاحات الأساسية.

وأسهمت أزمة المياه النظيفة في تفشي الكوليرا والإسهالات المائية الحادة، حيث سجل اليمن خلال السنوات الأخيرة واحدة من أسوأ موجات الكوليرا عالمياً، ومع استمرار الحصار والانقسام السياسي، تتزايد المخاوف من اتساع رقعة الأوبئة وصعوبة السيطرة عليها في المستقبل القريب.