لمواجهة الفقر.. تمكين المرأة العاملة في الفلاحة بتونس يدعم التنمية

لمواجهة الفقر.. تمكين المرأة العاملة في الفلاحة بتونس يدعم التنمية
مظاهرات نسوية في تونس - أرشيف

أكدت المشاركات في اليوم الدراسي الذي عقد في تونس العاصمة، الأربعاء، ويتواصل اليوم الخميس، أن تمكين المرأة اقتصادياً في القطاع الفلاحي يعد أداة فعالة لمكافحة الفقر والعنف وتعزيز استقلاليتها. 

وشددن على ضرورة تسهيل النفاذ إلى التمويل وتوفير بيئة قانونية واجتماعية داعمة لمشاريع النساء الريفيات، خاصة أن أغلبهن يعتمدن بشكل شبه كلي على العمل اليدوي والفلاحة لتأمين لقمة العيش.

واجهت المرأة الريفية لعقود طويلة صعوبات مرتبطة بنقص الموارد، ومحدودية الدعم المالي، وضعف البنية التحتية في الأرياف، لكن السنوات الأخيرة أفرزت نماذج جديدة لنساء متعلمات وحاصلات على شهادات علمية، دخلن القطاع الفلاحي كمستثمرات قادرات على إدارة مشاريع وتوفير فرص عمل، خاصة للنساء. 

غير أن نجاح هذه المبادرات يظل رهيناً بتسهيلات أساسية في التمويل والتدريب والتسويق.

قصص نجاح ملهمة

مثّلت قصة وداد حيزي، الفلاحة الشابة القادمة من منطقة بوحية التابعة لمعتمدية فريانة بولاية القصرين، نموذجاً ملهماً. 

إذ أطلقت مشروعاً طموحاً لغراسة 8 آلاف شجرة زيتون و3 آلاف شجرة تفاح، إضافة إلى توجهها نحو الزراعات البيولوجية، معتمدة على المواد العضوية بعيداً عن الكيماويات. 

ورغم امتلاكها 10 هكتارات، لم تتمكن من استغلال سوى نصف المساحة بسبب محدودية التمويل.

وتقول وداد إنها ورثت عشق الفلاحة من عائلتها، وإنها بعد زواجها اضطرت لترك دراسة الهندسة الفلاحية، لكنّها واصلت عبر التكوين الفلاحي الذي أهلها لتطوير مشروعها. 

ولجأت إلى برنامج "رائدات" للحصول على دعم مالي، غير أن المصاريف المرتفعة ظلت عائقاً أمامها، إلى جانب المخاطر الأمنية بحكم قرب أرضها من جبل الشعانبي الذي شهد مواجهات مسلحة في الماضي. 

ومع ذلك، لم تثنها هذه الظروف عن المضي قدماً، بل ساهم مشروعها في تشغيل عدد من النساء الريفيات وتوفير مورد رزق كريم لهن.

الفلاحة كطريق للاستقلالية

سلّط اليوم الدراسي الضوء على دور الفلاحة كوسيلة لتقليص هشاشة النساء في المناطق الريفية ومكافحة الفقر، إلى جانب تعزيز مشاركتهن في التنمية المحلية. 

وأكدت المشاركات أن تمكين المرأة في هذا القطاع ليس فقط مسألة عدالة اجتماعية، إنما خيار استراتيجي لتحقيق التنمية المستدامة والأمن الغذائي.

ويتطلّب دعم المرأة الريفية توفير آليات تمويل أكثر مرونة، وتوسيع برامج الإرشاد والتكوين الفلاحي، إلى جانب تحسين الظروف الاجتماعية والقانونية التي تكفل للنساء حق الاستفادة من الأراضي والمشاريع. 

وتجسد قصص مثل تجربة وداد حيزي حقيقة أن المرأة الريفية، إذا مُنحت الأدوات اللازمة، قادرة على لعب دور محوري في بناء اقتصاد محلي متوازن ومجتمع أكثر عدلاً.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية