تصاعد الغضب الشعبي.. 19 جريحاً في احتجاجات مناهضة لحكومة البيرو
تصاعد الغضب الشعبي.. 19 جريحاً في احتجاجات مناهضة لحكومة البيرو
أصيب ما لا يقل عن 19 شخصاً، بينهم شرطي، بجروح متفاوتة الخطورة خلال تظاهرات مناهضة لحكومة الرئيسة البيروفية دينا بولوارتي والبرلمان، في العاصمة ليما.
وشهدت شوارع وسط المدينة مواجهات عنيفة، بعدما حاول مئات المتظاهرين التقدم نحو مقر الحكومة، في ظل انتشار كثيف لعناصر الشرطة الذين استخدموا الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق الحشود، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، الاثنين.
وأكدت "فرانس برس"، أن المتظاهرين، وغالبيتهم من الشباب، ألقوا الحجارة والقنابل الحارقة والمفرقعات باتجاه قوات الأمن، فيما ردت الشرطة باستخدام أساليب قمعية أثارت انتقادات منظمات حقوقية.
وأعلنت "تنسيقية حقوق الإنسان الوطنية" أن 18 متظاهراً على الأقل أصيبوا خلال الصدامات، بينهم صحفي ميداني كان يغطي الأحداث.
وأشارت الشرطة إلى إصابة أحد عناصرها بحروق من الدرجة الأولى نتيجة إلقاء قنبلة مولوتوف.
الحق في التظاهر
دعت المحامية لدى التنسيقية بار بيريز، قوات الأمن إلى احترام حق التظاهر، معتبرة أن استخدام كميات كبيرة من الغاز المسيل للدموع ومهاجمة المحتجين لا مبرر له.
وانتشرت عبر شبكات التواصل الاجتماعي صور ومقاطع توثق لحظة تدخل الشرطة ضد المتظاهرين، في مشهد أعاد إلى الأذهان الاحتجاجات العنيفة التي شهدتها البيرو نهاية عام 2022 عقب عزل الرئيس بيدرو كاستيلو.
تصاعدت موجة الغضب الشعبي إثر إقرار حكومة بولوارتي قانوناً جديداً في الخامس من سبتمبر، يُلزم الشباب بالمساهمة في صناديق المعاشات التقاعدية الخاصة، رغم الأوضاع الاقتصادية الهشة وارتفاع نسبة البطالة غير الرسمية التي تتجاوز 70%.
واعتبر كثيرون هذا القانون شكلاً جديداً من "الابتزاز الاقتصادي"، ما فاقم الاحتقان الاجتماعي.
تراجع الثقة بالحكومة
تراجعت نسب تأييد الرئيسة دينا بولوارتي بشكل لافت خلال الأشهر الأخيرة من ولايتها التي تنتهي في يوليو 2026، فيما يواجه البرلمان، ذي الأغلبية المحافظة، اتهامات متزايدة بالفساد وسوء الإدارة.
وأشارت استطلاعات للرأي إلى أن أغلب المواطنين لا يثقون بالمؤسسات السياسية القائمة، ما يفسر عودة الاحتجاجات بشكل متكرر منذ مطلع العام الجاري.
ارتبطت موجة التظاهر الحالية أيضاً بارتفاع غير مسبوق في معدلات الجرائم العنيفة والابتزاز التي تنفذها عصابات الجريمة المنظمة، وهو ما جعل المواطنين يخرجون إلى الشوارع ليس فقط للاحتجاج على الفساد السياسي، بل أيضاً للتعبير عن مخاوفهم على أمنهم اليومي.
وقالت المهندسة الشابة أدريانا فلويس (28 عاماً): "خرجنا ضد الفساد ومن أجل الحياة، في مواجهة الجرائم التي تقتلنا كل يوم".