رغم تحديات الاندماج.. تضاعف أعداد اللاجئين الأوكرانيين العاملين في ألمانيا

رغم تحديات الاندماج.. تضاعف أعداد اللاجئين الأوكرانيين العاملين في ألمانيا
لاجئون أوكرانيون يعملون في ألمانيا - أرشيف

في خضم استمرار الحرب في أوكرانيا منذ أكثر من ثلاث سنوات، وجدت ألمانيا نفسها أمام مسؤولية إنسانية كبرى باستقبال أكثر من 1.2 مليون لاجئ أوكراني فروا من ويلات الصراع بحثًا عن الأمان. 

وبين تحديات الاندماج والعوائق اللغوية والنفسية، بدأ الأمل يلوح في الأفق مع تسجيل تقدم ملحوظ في أعداد اللاجئين الذين تمكنوا من دخول سوق العمل الألماني، وإن كان الطريق لا يزال طويلاً وشاقًا، بحسب ما ذكر موقع “مهاجر نيوز”، الخميس.

وكشفت دراسة حديثة لمعهد أبحاث سوق العمل والمهن (IAB) أن أعداد اللاجئين الأوكرانيين العاملين في ألمانيا تشهد ارتفاعًا مطّردًا، إذ تضاعفت نسبتهم ثلاث مرات خلال عامين فقط.

وبحسب الدراسة، فقد بلغت نسبة العاملين من اللاجئين الأوكرانيين نهاية عام 2024 نحو 0.6% من إجمالي العاملين في ألمانيا، بعد أن كانت لا تتجاوز 0.2% في عام 2022.

وأشاد الباحث في المعهد ألكس كوبيس بهذا التطور، وعدّه مؤشرًا إيجابيًا بالمقارنة مع موجات اللجوء السابقة، موضحًا أن مؤهلات النساء الأوكرانيات على وجه الخصوص تتناسب إلى حد كبير مع متطلبات سوق العمل الألماني، ومع ذلك، أشار كوبيس إلى وجود عقبات حقيقية، مثل الصدمة النفسية الناتجة عن الحرب وصعوبة التأقلم السريع في بيئة عمل جديدة.

تحديات الاندماج والبطالة

أظهرت إحصاءات الوكالة الاتحادية للعمل أن عدد الأوكرانيين القادرين على العمل في ألمانيا تجاوز 535 ألف شخص في مارس 2025، بينهم أكثر من 263 ألف موظف في وظائف خاضعة للتأمين الاجتماعي، و51 ألفًا في أعمال صغيرة، في حين سُجل أكثر من 212 ألفًا كعاطلين عن العمل.

وبحسب الوكالة، بلغ معدل البطالة بين الأوكرانيين 39% في يونيو 2025، وهو رقم يعكس الصعوبات التي تواجههم في الاندماج المهني الكامل.

ووفق الدراسة، فإن نحو 242 ألف لاجئ أوكراني كانوا يعملون في الربع الأخير من عام 2024، حيث تركزت وظائفهم في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تضم بين 10 و249 موظفًا، بنسبة تفوق المعدل الوطني العام.

برنامج التسريع الوظيفي

أوضح معهد IAB أن تحديد تأثير برنامج "التسريع الوظيفي" (Job-Turbo) على هذه النتائج الإيجابية لا يزال صعبًا، لكنّ أحد المؤشرات الأولية يتمثل في زيادة وعي المؤسسات بهذا البرنامج، فبينما كانت 9% فقط من المؤسسات تعرف به عند إطلاقه، ارتفعت النسبة إلى 19% في المؤسسات الكبرى.

ويهدف البرنامج، الذي أطلقته الحكومة الألمانية، إلى دمج اللاجئين بسرعة في سوق العمل بعد انتهاء دورات الاندماج اللغوي والثقافي، مع ضمان استمرار التأهيل المهني لتحقيق استقرار مهني طويل الأمد.

وحذّر الباحث في المعهد مارتن دييتس من أن أي تراجع في الجهود المبذولة لدمج اللاجئين في سوق العمل قد يهدد المكاسب الإيجابية التي تحققت خلال الأعوام الماضية.

وأوضح دييتس أن اتفاق الائتلاف الحكومي في ألمانيا يقضي بأن اللاجئين الأوكرانيين الواصلين بعد أبريل 2025 لن يحصلوا على إعانات الضمان الأساسي، بل سيخضعون لقانون طالبي اللجوء، وهو ما قد ينعكس سلبًا على أوضاعهم المعيشية وفرص اندماجهم.

طريق نحو الاستقرار

ويؤكد المراقبون أن رحلة اللاجئين الأوكرانيين في ألمانيا لا تقتصر على البحث عن عمل فحسب، بل تتعلق أيضًا باستعادة الإحساس بالاستقرار والكرامة بعد صدمة الحرب.

ورغم العقبات القائمة، فإن تضاعف أعداد العاملين بينهم يمنح الأمل في إمكانية تحول اللجوء إلى فرصة لبناء حياة جديدة، مدعومة بسياسات إنسانية واقتصادية قادرة على تحقيق الاندماج الحقيقي في المجتمع الألماني.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية