رغم وقف إطلاق النار.. مليون طفل ينامون جياعاً وسط الركام في غزة
رغم وقف إطلاق النار.. مليون طفل ينامون جياعاً وسط الركام في غزة
فاقمت الحرب التي استمرت لعامين متتاليين في قطاع غزة المأساة الإنسانية للسكان، إذ خلفت آلاف الشهداء والمصابين، ودمّرت البنى التحتية بشكل شبه كامل، تاركةً وراءها مدناً منكوبة ومجتمعاً يرزح تحت وطأة الجوع والمرض.
ورغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في العاشر من أكتوبر الفائت، لم تتوقف آلة الحرب الإسرائيلية عن قصفها، ما أبقى معاناة الغزيين على حالها بل وعمّقها يوماً بعد يوم، بحسب ما ذكرت وكالة "معاً" الفلسطينية.
واصلت القوات الإسرائيلية، صباح اليوم الاثنين، تنفيذ قصفٍ مدفعي مكثّف وإطلاق نار من الدبابات المتمركزة شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع، في وقتٍ تصاعدت فيه العمليات الميدانية على الأرض.
وقالت مصادر محلية إن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنّت سلسلة من الغارات الجوية العنيفة فجر اليوم، استهدفت مناطق شرقي خان يونس، بالتزامن مع عمليات تفجير ونسفٍ للمنازل السكنية في المنطقة ذاتها.
قصف إسرائيلي متواصل
كثّفت القوات الإسرائيلية قصفها على المناطق الشرقية من مدينة دير البلح وسط القطاع، وسط تحليق مكثّف للطائرات المسيّرة في الأجواء، في حين استهدفت غاراتٌ أخرى منازل شرق مدينة غزة.
وأوضحت المصادر أن معظم الهجمات تركزت فيما يُعرف بـ"المنطقة الحمراء"، حيث جرى تدمير مبانٍ خالية على نحو متقطع، دون ورود أنباء عن وقوع إصابات حتى اللحظة.
وأكدت منظمات محلية أن هذه الهجمات تمثل خرقاً واضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي نصّ على وقف شامل للأعمال العسكرية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون معوقات، إلا أن الجيش الإسرائيلي ما زال يمنع وصول الإمدادات بالكميات المتفق عليها، ما يضاعف من حجم الكارثة الإنسانية داخل القطاع.
أطفال بلا غذاء ولا دواء
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن أكثر من مليون طفل في قطاع غزة يعانون من نقص حاد في المياه والغذاء، في ظل استمرار القيود الإسرائيلية المفروضة على إدخال المساعدات.
وقالت المتحدثة باسم المنظمة تيس إنجرام إن "وقف إطلاق النار خطوة إيجابية لكنها غير كافية لإنهاء أزمة الجوع أو لتأمين مياه شرب آمنة للأسر المتضررة"، مؤكدةً أن الاحتياجات الإنسانية في القطاع "هائلة وتتطلب استجابة عاجلة وشاملة".
وأشارت إلى أن البنية التحتية للمياه والصرف الصحي والرعاية الصحية في غزة "تعرضت لدمار واسع النطاق"، ما أدى إلى انهيار الخدمات الأساسية في المستشفيات ونفاد الإمدادات الطبية والأدوية.
وأضافت أن "الكميات التي تصل من المساعدات منذ بدء الهدنة لا تغطي سوى جزء ضئيل من الاحتياجات"، موضحةً أن آلاف الأطفال يخلدون إلى النوم جائعين يومياً، في حين يعاني آخرون من أمراض مزمنة دون علاج.
كارثة إنسانية متفاقمة
حذّرت اليونيسف من أن استمرار هذه الظروف سيؤدي إلى "كارثة إنسانية غير مسبوقة"، إذا لم يتم ضمان تدفق المساعدات بشكل مستدام ومنتظم إلى داخل القطاع.
وأكدت أن الأوضاع الصحية والمعيشية في غزة بلغت "مرحلة الانهيار الكامل"، إذ تتزايد معدلات سوء التغذية بين الأطفال وتنتشر الأمراض بسبب تلوث المياه وانعدام الصرف الصحي.
كما طالبت المنظمة المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لحماية المدنيين، وخصوصاً الأطفال، مشددة على ضرورة إلزام إسرائيل بتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار بشكل كامل، والسماح بإدخال الغذاء والدواء دون تأخير.










