واقع السوريين في ألمانيا.. عودة محدودة وطالبو حماية مستمرون
واقع السوريين في ألمانيا.. عودة محدودة وطالبو حماية مستمرون
أثار سؤال إمكانية ترحيل السوريين إلى بلدهم جدلاً واسعًا في ألمانيا، خصوصًا داخل صفوف الاتحاد المسيحي، بعد تصريحات السياسي يوهان فاديفول من الحزب المسيحي الديمقراطي إثر زيارته الأخيرة إلى دمشق، حيث أعرب عن صدمته من حجم الدمار الذي لحق بالبنية التحتية.
وقال فاديفول، إن "عودة السوريين بأعداد كبيرة إلى وطنهم ممكنة في الوقت الحالي بشكل محدود جدًا"، مشيرًا إلى أن "العيش بكرامة هناك بالكاد ممكن"، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية، السبت.
وأظهرت بيانات مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني ارتفاع عدد السوريين الذين غادروا ألمانيا طوعًا منذ بداية عام 2025، فقد غادر نحو 21,800 شخص البلاد بين يناير وسبتمبر، بزيادة تجاوزت الثلث مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
انخفاض عدد القادمين الجدد
في المقابل، انخفض عدد القادمين الجدد من سوريا بنسبة 46.5% من 74,500 إلى نحو 40,000 شخص، ما قلّص صافي الهجرة إلى 18,100 فقط، أي أقل بثلاث مرات من العام السابق.
ورغم ذلك، ظل السوريون أكبر مجموعة بين 87,800 مقدم طلب لجوء لأول مرة خلال نفس الفترة، بنسبة تقارب 22% من الإجمالي.
ويعيش حوالي 713,000 سوري في ألمانيا بصفتهم "طالبي حماية"، ليصبحوا ثاني أكبر مجموعة بعد الأوكرانيين، نصفهم تقريبًا يقيم في البلاد منذ عام 2016 أو قبله.
الوضع القانوني والهجرة
أوضح المكتب الاتحادي أن هذه الأرقام تشمل السوريين من حيث الجنسية فقط، دون تحديد وضعهم القانوني أو أسباب هجرتهم. وُلد نحو 12% منهم في ألمانيا، في حين رُفضت طلبات لجوء نحو 1% فقط، أي نحو 6,600 شخص، ما يجعلهم ملزمين بمغادرة البلاد.
وما زالت إجراءات اللجوء جارية لنحو 64,000 آخرين، في حين تم تجنيس حوالي 83,000 سوري وسورية خلال العام الماضي، ما يعكس اندماج عدد كبير من السوريين في المجتمع الألماني.
وأثارت تصريحات فاديفول انتقادات داخل الأحزاب المسيحية، إذ اعتُبرت تراجعًا عن الموقف التقليدي الداعي لترحيل المجرمين والخطرين أمنياً، وتشجيع العودة الطوعية للاجئين.
ومن جانبه، أكد وزير الداخلية ألكسندر دوبرينت تمسّكه بخطط الترحيل، في حين سعى المستشار فريدريش ميرتس لتهدئة الوضع، مؤكّدًا دعم الحكومة لموقف وزير الخارجية والعمل على استقرار سوريا لتسهيل العودة الطوعية مستقبلًا.
التركيبة الديمغرافية والاقتصادية
تشير بيانات المسح المصغّر (Mikrozensus) إلى أن نحو 1.22 مليون شخص من أصول سورية عاشوا في ألمانيا العام الماضي، أي من هاجروا أو وُلدوا لأبوين سوريين، حوالي ربعهم يحملون الجنسية الألمانية، في حين بلغ متوسط أعمار هذه الفئة نحو 26.6 عامًا، أقل بكثير من متوسط أعمار الأشخاص ذوي الخلفيات المهاجرة عمومًا (38.2 عامًا).
ومن بين نحو 845,000 سوري وسورية في سن العمل، عمل حوالي 46% منهم، في حين لم يكن 47% في عمل مدفوع الأجر لأسباب مثل الدراسة أو المرض أو عدم توفر تصريح عمل، ما يعكس تحديات الاندماج الاقتصادي المستمرة رغم سنوات الإقامة الطويلة لدى العديد منهم.










