بعد الاتفاق على هدنة هشة.. عودة خجولة للنازحين على حدود تايلاند وكمبوديا
بعد الاتفاق على هدنة هشة.. عودة خجولة للنازحين على حدود تايلاند وكمبوديا
بدأت طلائع النازحين من المناطق الحدودية بين تايلاند وكمبوديا بالعودة تدريجيًا إلى قراهم، اليوم الأحد، عقب إعلان وقف إطلاق نار لا يزال صامدًا حتى الآن، وفق ما أكدته سلطات البلدين في بانكوك وبنوم بنه.
وتعكس هذه العودة الحذرة حالة ترقّب ممزوجة بالأمل والخوف، بعد أسابيع من نزاع مسلح أجبر مئات الآلاف على النزوح، وترك المناطق الحدودية في حالة شلل شبه كامل، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الأحد.
وروت كانلايا سومجيتانا، وهي أم تايلاندية تبلغ 21 عامًا، تفاصيل نزوحها من مركز إيواء طارئ، قائلة إنها غادرت قريتها في مقاطعة سورين منذ اندلاع الاشتباكات في 7 ديسمبر برفقة طفلها.
وقالت إنها تأمل أن يدوم وقف إطلاق النار طويلًا لتتمكن من العودة إلى منزلها، لكنها شددت على أنها لن تُقدم على هذه الخطوة قبل حصولها على تأكيد رسمي بأن الوضع بات آمنًا.
وأضافت أنها شاهدت عشرات الأشخاص يعودون إلى قراهم صباح اليوم، معظمهم بدافع القلق على مواشيهم، رغم عدم صدور تعليمات رسمية تسمح بالعودة.
هدنة بعد ثلاثة أسابيع
توصلت تايلاند وكمبوديا إلى هدنة، أمس السبت، بعد نحو ثلاثة أسابيع من الاشتباكات العنيفة على طول حدود تمتد قرابة 800 كيلومتر، وهي منطقة تشهد نزاعات تاريخية حول ترسيمها تعود إلى الحقبة الاستعمارية الفرنسية.
واستخدمت خلال المواجهات أسلحة ثقيلة، شملت المدفعية والدبابات والطائرات المسيّرة والمقاتلات، ما رفع منسوب القلق الإقليمي والدولي.
وأسفرت الاشتباكات، بحسب أحدث الإحصاءات الرسمية، عن مقتل 47 شخصًا على الأقل، بينهم 26 في الجانب التايلاندي و21 في الجانب الكمبودي، إضافة إلى نزوح أكثر من مليون شخص.
مراقبة أمنية حذرة
أكد المسؤول في القوات الجوية التايلاندية براباس سورنشايدي، في تصريح لوكالة فرانس برس، عدم تسجيل أي إطلاق نار بعد مرور نحو 24 ساعة على دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وأوضح أن الأجهزة الأمنية تتابع الوضع عن كثب، مشيرًا إلى أن بعض السكان بدؤوا بالفعل بالعودة إلى منازلهم.
وصرّح وزير الدفاع التايلاندي ناتافون ناركفانيت بأن الساعات الاثنتين والسبعين الأولى من الهدنة ستُخصص للمراقبة والتأكد من جدية الالتزام بوقف إطلاق النار.
انتظار الضوء الأخضر
وصفت وزارة الدفاع الكمبودية الوضع على خط التماس بأنه «هادئ» حتى الآن، لكنها أكدت أن النازحين لم يحصلوا بعد على إذن رسمي بالعودة.
وقال المتحدث باسم سلطات مقاطعة أودار مينتشي، ميت مياسفيكدي، إن السلطات تراقب التطورات قبل اتخاذ أي قرار نهائي بشأن عودة السكان.
وعبّرت سو تشوين، وهي امرأة كمبودية حامل في شهرها الأخير، عن مخاوفها، قائلة إنها لا تجرؤ على العودة بعد، رغم أن الهدنة منحتها قدرًا من الأمل بعد أسابيع من القلق.
عودة محفوفة بالترقّب
تعكس هذه العودة المحدودة واقعًا هشًا على الحدود، حيث يوازن النازحون بين الرغبة في استعادة حياتهم الطبيعية والخشية من تجدد القتال.
وتشير التطورات الميدانية إلى أن نجاح الهدنة سيظل مرهونًا بمدى التزام الطرفين بها خلال الأيام المقبلة، وما إذا كانت ستتحول إلى تهدئة دائمة تتيح عودة آمنة وشاملة للنازحين.











