تصعيد إسرائيلي.. اعتقال 5 شبان سوريين في ريف القنيطرة
تصعيد إسرائيلي.. اعتقال 5 شبان سوريين في ريف القنيطرة
اعتقلت قوات من الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، خمسة شبان سوريين في ريف القنيطرة الجنوبي، في خطوة وُصفت بأنها انتهاك جديد لسيادة سوريا، وتأتي ضمن سلسلة توغلات متكررة تشهدها المنطقة الحدودية منذ أشهر.
وأفادت قناة "الإخبارية" السورية بأن قوات الجيش الإسرائيلي اعتقلت الشبان أثناء وجودهم في قرية كودنة بريف القنيطرة الجنوبي، أثناء بحثهم عن نبات الفطر في الأراضي الزراعية.
وأثارت الحادثة حالة من القلق والاستياء المحلي، في ظل غياب أي مبررات أمنية معلنة، وعدم صدور تعليق رسمي فوري من دمشق أو تل أبيب بشأن الواقعة.
توغلات واعتقالات ميدانية
تواصل القوات الإسرائيلية، بوتيرة شبه يومية، التوغل داخل الأراضي السورية، ولا سيما في ريف القنيطرة، حيث تنفذ عمليات دهم واعتقال، وتقيم حواجز ميدانية لتفتيش المدنيين والتحقيق معهم.
وشملت هذه التحركات، وفق مصادر محلية، تدمير مزروعات، وفرض قيود على حركة السكان، ما زاد من معاناة الأهالي وأثر على سبل عيشهم، خصوصًا في القرى الزراعية القريبة من خط التماس.
ويعكس هذا النمط من العمليات تصعيدًا ميدانيًا مستمرًا، رغم عدم وجود تهديد مباشر معلن من الجانب السوري.
غارات رغم غياب التهديد
شنّ الجيش الإسرائيلي، خلال الأشهر الماضية، غارات جوية داخل سوريا، أسفرت عن مقتل مدنيين وتدمير مواقع وآليات عسكرية تابعة للجيش السوري، إضافة إلى أسلحة وذخائر.
وجاءت هذه الضربات، وفق مراقبين، في سياق سياسة ردع وتوسيع نفوذ ميداني، رغم تأكيدات رسمية سورية بأن الحكومة لا تشكل تهديدًا لإسرائيل.
وأسهم ذلك في تعقيد المشهد الأمني، وإطالة أمد التوتر على الجبهة الجنوبية.
الجولان والمنطقة العازلة
تحتل إسرائيل منذ عام 1967 معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت التطورات السياسية التي أعقبت الإطاحة بنظام بشار الأسد أواخر العام الماضي لتعلن عمليًا انهيار اتفاقية فصل القوات الموقعة عام 1974.
سيطرت القوات الإسرائيلية على المنطقة السورية العازلة، في خطوة اعتبرتها دمشق خرقًا واضحًا للاتفاقيات الدولية، وتصعيدًا يهدد الاستقرار الإقليمي.
تتفاوض دمشق وتل أبيب حاليًا للتوصل إلى اتفاق أمني، تشترط فيه سوريا عودة القوات الإسرائيلية إلى حدود ما قبل 8 ديسمبر 2024، وهو تاريخ سيطرة فصائل سورية على الحكم بعد 20 عامًا من حكم بشار الأسد.
عرقلة جهود استعادة
يرى سوريون أن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية يعرقل جهود استعادة الاستقرار، ويحد من قدرة الحكومة على جذب الاستثمارات وتحسين الواقع الاقتصادي في مرحلة ما بعد الصراع.
يُضاف إلى ذلك أن إسرائيل تواصل احتلالها أراضي فلسطينية وأجزاء من أراضٍ لبنانية، وترفض الانسحاب وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود ما قبل حرب 1967، ما يُبقي المنطقة في دائرة توتر دائم.











