"الأرصاد الأمريكية": 10 ملايين يواجهون خطر الفيضان في أريزونا ونيو مكسيكو
"الأرصاد الأمريكية": 10 ملايين يواجهون خطر الفيضان في أريزونا ونيو مكسيكو
يواجه نحو 10 ملايين شخص ممن يعيشون في جنوب غرب الولايات المتحدة خطر الفيضانات، جراء الإعصار الاستوائي المحتمل، وفق تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية الأمريكية.
وأشار مركز التنبؤ بالطقس التابع لهيئة الأرصاد الجوية الأمريكية إلى أن مناطق جنوب ولاية أريزونا وولاية نيو مكسيكو تواجه احتمالية هطول أمطار غزيرة وفيضانات واسعة النطاق، بحسب صحيفة "ذا هيل" الأمريكية.
وأوضح المركز أنه تم إعلان تحذير من "مخاطر معتدلة" بشأن هطول الأمطار الغزيرة في جنوب شرق ولاية أريزونا وجنوب غرب ووسط نيو مكسيكو، بالإضافة إلى تحذير من "مخاطر طفيفة" في غرب أريزونا.
وشهدت الولايات المتحدة أكبر فيضانات خلال صيف عام 2022، حيث حذر العلماء من أن أزمة المناخ تفاقم الدمار.
ومؤخرا لقي ما لا يقل عن 37 شخصًا مصرعهم بعد 5 أيام من هطول أمطار قياسية غمرت سفوح الجبال وأغرقت بلدات بأكملها، في كنتاكي وهو حدث يقول العلماء إنه يحدث مرة واحدة كل 1000 عام.
ووصف الرئيس الأمريكي جو بايدن أعنف موجة من الفيضانات الأخيرة، في ولاية كنتاكي، بأنها "مفجعة".
شهد وادي الموت في كاليفورنيا، وهو مكان معروف بحرارته الشديدة الجفاف، هطول أمطار لمدة عام في 3 ساعات فقط، مما تسبب في فيضانات ضخمة جرفت وألحقت أضرارًا بمئات الأميال من الطرق.
في فترة 11 يومًا، شهدت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 4 أحداث فيضانات يُتوقع حدوث كل منها عادةً مرة واحدة كل 1000 عام، أو لديها فرصة بنسبة 0.1% للوقوع في أي عام معين.
وقال أندرياس برين، الخبير في الظواهر المناخية المتطرفة في المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي: "سيتعين علينا تغيير الملصقات لأن هذه الأحداث لم تعد تحدث مرة واحدة في كل 1000 عام".
أزمة المناخ تفاقم الفيضانات
على الرغم من حدوث الفيضانات دائمًا في الولايات المتحدة، إلا أن أزمة المناخ تزيد من تفاقم مثل هذه الأحداث، فضلاً عن جعلها أكثر تكرارًا، وجد أحدث تقييم مناخي وطني للحكومة الفيدرالية أن أحداث هطول الأمطار الغزيرة قد زادت في شمال شرق الولايات المتحدة بنسبة 55% منذ الخمسينيات من القرن الماضي، مع نمو هذه الأحداث بنسبة 27% في الجنوب الشرقي، بما في ذلك كنتاكي.
شهد الغرب الأوسط، الذي شهد فيضانات سانت لويس القياسية، زيادة بنسبة 42% في هطول الأمطار الغزيرة في هذا الوقت، مع ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي للأرض بسبب احتراق الوقود الأحفوري، فإنه يحتوي على المزيد من بخار الماء الذي يمكن إطلاقه في هطول الأمطار الغزيرة.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
دراسات وتحذيرات
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف والعواصف الشديدة وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.