"اليونيسف": 9 خطوات للتحكم في "نوبات الغضب" لدى المراهقين
"اليونيسف": 9 خطوات للتحكم في "نوبات الغضب" لدى المراهقين
قدمت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" دليلا للتحكم في "نوبات الغضب" لدى المراهقين، يعين الوالدين في التعامل مع هذه المواقف الصعبة، وتوفير الآلية التي يمكن للوالدين من خلالها دعم أطفالهم في التحكم بمشاعرهم المؤلمة أو القوية.
ووفقا للموقع الرسمي للمنظمة، يأتي الدليل بناء على حديث مع الطبيبة النفسية والخبيرة في أحوال المراهقين وصاحبة الكتب الأكثر مبيعاً الدكتورة "ليزا دامور"، وهي أيضاً كاتبة في صحيفة نيويورك تايمز وأم لطفلين.
وبحسب لـ"اليونيسف" تصاحب فترة المراهقة الكثير من المشاعر الحادة، قد يصعب أحياناً التعامل معها، ويعين هذا الدليل العام معظم الوالدين في هذه المواقف الصعبة، إلا أن بعض نوبات الغضب أو الانفعالات العاطفية ترتبط باضطرابات في النمو، مثل تأخر المهارات اللغوية أو صعوبات السمع أو البصر أو المشاكل السلوكية، والتي قد تحتاج إلى دعم أعمق من قبل مختص بشؤون الأطفال أو المراهقين.
وفي هذه الحالات تنصح "اليونيسف" بالتواصل مع مختص للتعامل مع مشاعر الطفل أو المراهق العارمة، والتي تكون مؤشراً على مشكلة كامنة.
ما هي نوبة الغضب؟
ويمكن لنوبة الغضب أن تصيب الأطفال كلهم، صغيرهم وكبيرهم، يحدث ذلك عندما تجتاح العواطف الطفل تماماً لتغرقه بثقلها، يمكن لهذه المشاعر أن تكون خوفاً يشعر به أو إحباطاً يصيبه أو غضباً يستثيره، أو غيرها من المشاعر.
ما هي أعراض نوبة الغضب عند الأطفال الأكبر سناً؟
عندما يصبح الأطفال ممن يستطيعون التعبير عن مشاعرهم غارقين في الحزن فإنهم عادة ما يبكون بشدة أو يتسارع نفسهم أو تثور ثائرتهم، وغالباً ما يكون الأطفال الأكبر سناً أقل عرضة لنوبات الغضب في الأماكن العامة، وذلك خشية أن يوقعوا أنفسهم في الحرج، ولكن تكثر نوبات الغضب في المنزل، على سبيل المثال، قد يكتم المراهق نوبة الغضب طوال يومه في المدرسة ليعود إلى المنزل فتنفجر مشاعره حينها.
وفيما يلي 9 خطوات عملية توصي الدكتورة "دامور" الوالدين بتجربتها لمساعدة المراهقين على تدبر نوبات غضبهم، مشيرة إلى أنه يجب إعطاء كل خطوة وقتها لمعرفة مدى نجاحها، فإن لم تحقق المرجو منها، فانتقل إلى الخطوة التي تليها.
1- استمع دون مقاطعة
قد يعاني الأطفال الأكبر سناً من ثورة عاطفية تشمل التحدث بطريقة ملؤها الإحباط، تتناول كل ما هو خطأ، يكمن الحل في مثل هذه الأوقات في السماح لهم بقول كل ما يخطر في بالهم.
في معظم الأحيان، يَهبُّ البالغون بحسن نية ليقاطعوا أطفالهم في حديثهم أو ليقدموا نصائحهم، ناسين أنّ التعبير عما تشعر به يعد بحد ذاته مصدراً للراحة.
2- أظهر التعاطف الصادق
غالباً سيوفر التعبير عن العواطف بالكلمات الراحة المنشودة، وبعد أن تستمع للمراهقين بعناية، يمكنك بكل بساطة دعمهم بالتعاطف معهم، يمكن للبالغين أن يحدثوهم بعبارات مثل "هذا أمر فظيع" أو "أشعر بأسف شديد حيال ما حدث".
3- آمن بحجم كَربِهم
أن تؤمن بحجم ما يعاني منه شخص ما يعد أمراً شديد الأهمية، وخاصة إذا ما كان مراهقاً، حيث يشعر المراهقون أحياناً بالقلق من وجود خطب ما في مشاعرهم لأن عواطفهم يمكن لها أن تكون عنيفة للغاية، ففي الوقت الذي يغمر الاستياء فيه طرفاً من فكر المراهق، غالباً يكون باقي فكره مُرتَعداً من مدى قوة العواطف التي تجتاحه.
ويشعر المراهق براحة كبيرة عندما يخاطبه البالغون قائلين: "أنت محق فيما تشعر به، وأستطيع أن أدرك تماماً سبب ردة فعلك هذه"، أما إذا قال البالغون: "لماذا أنت مستاء جداً من ذلك الأمر؟ هناك أشخاص يعانون أكثر بكثير مما تعانيه أنت" فسيكون التأثير المباشر لذلك للمراهقين هو استمرار شعورهم بالإحباط، مضافاً عليه الشعور بالذنب، أي أنّ محاولة تغيير وجهة نظر المراهق لا تقدم دائماً المساعدة التي يرجوها الوالدون.
4- ادعم التأقلم
غالباً ما ستكون الخطوات الثلاث السابقة كافية لمساعدة الطفل أو المراهق، ولكن إن لم تجلب الراحة المنشودة، فيمكننا تنحية خطوات مساعدة المراهقين على التعبير عن مشاعرهم جانباً، والاتجاه نحو مساعدتهم على إعادة السيطرة على عواطفهم، وإحدى الطرق للقيام بذلك تكمن في مساعدة المراهقين على تحقيق الراحة لذواتهم دون الاتكال على غيرهم.
وهنا توصي الدكتورة "دامور" بالتحدث مع المراهق حول الخطوات الإيجابية التي يمكنه القيام بها لمساعدة نفسه على الشعور بالرضى، كأن يقرر أخذ نفس عميق وببطء، حيث إن التنفس من البطن يجلب راحة كبيرة ويساعدنا على سحب الأكسجين بعمق إلى رئتينا.
وهناك طريقة سهلة من 3 خطوات للتنفس من البطن:
ضع يدك على بطنك، خذ نفساً عميقاً 5 مرات، واقضِ 5 ثوانٍ في كل نفس تأخذه و5 ثوانٍ أخرى حين إخراجه، خذ النفس من أنفك وأخرجه من فمك.
5- عبّر عن ثقة لا حدود لها
حاول إظهار دعمك من خلال قول عبارات مثل: "هذا أمر صعب، إلا أن هذه المشاعر الجياشة لن تستمر طويلاً" أو "رغم عِظم تلك المشاعر، فأنا معجب جداً بقدرتك على توجيهها، وأنه يمكننا مناقشتها معاً والتحدث عنها".
6- اعرض تقديم المساعدة في حل المشكلات
إذا كنت قد استمعت لولدك المراهق وأكدت قوله ووفرت له الراحة، إلا أنه ما زال يشعر بالإحباط، فالخطوة التالية هي أن تخاطبه قائلاً "هل تود أن أساعدك في محاولتك لحل هذه المشكلة؟" فيمكن للاستئذان من المراهق في تقديم المساعدة بدلاً من النصح المباشر أن يساعد في الحفاظ على استمرار المحادثة معه.
وهنا تقول "دامور" في بعض الأحيان، سيقول المراهقون "لا، أريد أن أفضفض فقط"، قائلة : "ثق تماماً أن الاستماع للمراهقين يوفر أكبر قدر ممكن من الدعم الذي يحتاجونه، أما إذا قالوا نعم نود أن تساعدونا، فهذا يعني أنهم الآن مستعدون للأخذ بنصحنا".
7- صنف المشاكل إلى فئتين
إذا قبل المراهق مساعدتك في حل مشكلاته، فإنه من المفيد بمكان تقسيم التحديات التي يواجهها إلى فئتين: الأمور التي يمكن أن تتغير والأخرى التي لا يمكن لنا تغيرها.
8- بالنسبة للأمور التي يمكن تغييرها
قم بعصف ذهني لتقديم الحلول الممكنة، وأعنهم بأن يركزوا انتباههم على إيجاد حلول للمشاكل التي يواجهونها من خلال إجرائهم لتغييرات ذات مغزى تعينهم على حل تلك المشاكل.
9- ادعم تقبل الأمر كما هو
تقول الدكتورة "دامور": "ساعد ولدك المراهق في بذل ما بوسعه لتقبل المشاكل التي لا يمكن حلها بسهولة"، مشيرة إلى أن إحدى الطرق التي تعين الشباب على قبول تلك المشاكل هي التحدث عنها، وذلك من حيث مقدار الطاقة التي يمكن أن يبددوها دون فائدة مرجوة.
وتضيف يمكنك أن تقول لهم: "لديكم قدر عالٍ من الطاقة، لكن حافظوا عليه لتوجيهه نحو المشاكل التي يمكننا فعلاً حلها، لا تضيعوا تلك الطاقة على تحديات لا يمكنكم السيطرة عليها في الوقت الراهن".