في الذكرى الثامنة لتعرضهم للإبادة الجماعية.. "الإيزيديون" يسعون للمضي قدماً (صور)

في الذكرى الثامنة لتعرضهم للإبادة الجماعية.. "الإيزيديون" يسعون للمضي قدماً (صور)
البلدة القديمة فى سنجار

في 3 أغسطس، شن تنظيم "داعش" هجوما على منطقة سنجار، موطن "الإيزيديين" في العراق، وهي أقلية عرقية دينية تتكلم الكردية وتعرضت تاريخيا للتهميش والاضطهاد.

قُتل الآلاف خلال حملة إرهاب داعش، واضطر آلاف غيرهم إلى الفرار إلى جبل سنجار القريب، لكن، بعد 8 سنوات، يبقى السؤال: "كيف يتعافى المجتمع؟".

 

مراسم إعادة الدفن في سنجار

وفي هذه الذكرى، نشرت المنظمة الدولية للهجرة تقريرا حول أوضاع "الإيزيديين"، متسائلة: كيف يتعافى المجتمع بعد تعرّضه للإبادة الجماعية؟ ومشيرة إلى أنه لا توجد إجابات واضحة على هذا السؤال، لكن زيادة الاستثمار في بناء قدرات "الإيزيديين" و"الشبك" و"التركمان" الذين يقودون الحملة هو خطوة أولى حيوية.

الخراب في بلدة سنجار القديمة 

ووفقا لتقرير "الدولية للهجرة"، أصبحت اليوم المدينة القديمة في سنجار في حالة خراب كامل، ولم يتبقَ منها سوى ذكريات.. تغيّرت حياة الناجين بشكل لا يمكن إصلاحه بفعل أهوال لا يمكن تصوّرها، تعكس عمليات الإعدام الجماعية والإجبار على تغيير الديانة، والاختطاف والاستعباد، والعنف الجنسي المنهجي، والأفعال الشائنة الأخرى التي ارتكبتها "داعش" لتدمير المجتمع "الإيزيدي".

تقول مسؤولة التعويضات في المنظمة الدولية للهجرة في العراق، ساندرا أورلوفيتش: "حجم الفظائع المرتكبة ضد المجتمع الإيزيدي سيحمل تأثيرا لأجيال قادمة.. على حكومة العراق والمجتمع الدولي تهيئة الظروف التي تطمئن الإيزيديين إلى أن مثل هذه الفظائع لن تتكرر مرة أخرى، وأن تدعمهم في مداواة الجراح وإعادة بناء حياتهم".

أحد المخيمات غير الرسمية 

وأضافت: "النشطاء الإيزيديون ومنظمات المجتمع المدني يعملون بلا هوادة لتحقيق السلامة والعدالة الهادفة لمجتمعهم، مع مجموعات مثل (يزدا) وهي شبكة من الناجين الإيزيديين وتكرس نفسها لجهود تقرير المصير بقيادة الناجين، وتعزيز المساءلة وحماية حقوق الإنسان، والدعوة لخدمات الناجين".

يقول أحد النازحين داخليا والذي يقيم في دهوك: “أريد أن تتحمل الحكومة العراقية مسؤوليتنا كمواطنين عراقيين وتدعمنا ماليا حتى أتمكن من تربية أطفالي بكرامة”.

مشاورات مع العائلات الإيزيدية 

وتواجه النساء حواجز معقدة بشكل خاص أمام فرص كسب العيش والاستقلال المادي، وهي مشكلة تزداد خطورة بسبب ارتفاع عدد الأسر التي تعيلها نساء نتيجة الإبادة الجماعية.

وفي مارس 2021، حقق النشطاء الإيزيديون والمجتمع المدني، بدعم من المنظمة الدولية للهجرة في العراق ومنظمات دولية أخرى وشركاء حكوميين، إنجازا كبيرا: اعتمد مجلس النواب العراقي قانون الناجيات الإيزيديات، الذي يعترف رسميا بأعمال الإبادة الجماعية التي ارتكبها داعش ضد الإيزيديين والأقليات الأخرى، ويضع إطارا لتقديم الدعم المالي وأشكال التعويض الأخرى للناجين، تشمل رواتب شهرية والمأوى والمساعدة التعليمية والحصول على خدمات الصحة والصحة العقلية وأكثر من ذلك.

منزل مدمر في سنجار 

وقالت المديرة العامة لشؤون الناجيات، سراب إلياس: "تم افتتاح المديرية العامة لشؤون الناجيات في الموصل، ونحن على وشك افتتاح فرع في قضاء سنجار في الأيام القليلة المقبلة بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومبادرة نادية مراد".

وأشارت "إلياس" إلى أن المديرية تعمل بشكل مكثف وبكافة الجهود لبدء عملية تسجيل الناجيات، وتابعت تقول "إن المديرية تحتاج إلى جهود متضافرة ودعم من جميع الأطراف، الحكومية والدولية ومنظمات المجتمع المدني الدولية والمحلية".

أحد مخيمات النازحين 

وأضافت: "على الرغم من التقدم المحرز على مدى السنوات الثماني الماضية لدعم الناجين من الإبادة الجماعية التي ارتكبها تنظيم داعش، فإن التعافي وإعادة البناء سيستغرق وقتا".


 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية