آلاف الإثيوبيين يحتفلون في الخرطوم بعيد أشنده مع حنين لأهلهم بتيغراي (صور)
آلاف الإثيوبيين يحتفلون في الخرطوم بعيد أشنده مع حنين لأهلهم بتيغراي (صور)
يشعر حلفوم غبراميكايل بالحزن لانقطاع أخبار أشقائه وشقيقاته عنه منذ بدء النزاع في إقليم تيغراي، ومع ذلك، مثل سائر الإثيوبيين المقيمين في السودان، يحاول المحافظة على تقاليد موروثة من أجيال للإبقاء على صلتهم بأرضهم الأم.
احتفالًا ببداية العام الإثيوبي الجديد، في مطلع سبتمبر، علمًا بأنه يتأخر عن التقويم الميلادي بسبع سنوات، ارتدى حلفوم جلبابا أبيض تقليديا ووضع على رأسه غطاء أبيض وحمل علم تيغراي، بحسب وكالة "فرانس برس".
وقال الرجل المقيم في السودان منذ 48 عاما بلهجة حزينة، "إخوتي وأخواتي وبقية أسرتي يعيشون في منطقة النجاشي شرق تيغراي ومنذ سنتين لا أعرف هل هم أحياء أم لا".
ولكن هذا الانقطاع عن الأهل، لم يفسد أجواء الاحتفال بعيد أشنده الذي يُقام كل عام في السادس والعشرين من أغسطس.
ففي "عيد الفتيات" كل عام ترتدي يوديتا إيهاب المولودة في السودان قبل 18 عاما الزي الأبيض التقليدي في تيغراي للاحتفال.

أشنده، وهي كلمة تعني العشب الأخضر باللغة المحلية، عيد تقليدي في تيغراي الذي يشهد منذ حوالي عامين نزاعا مسلحا بدأته الحكومة المركزية في أديس أبابا لإزاحة سلطات الإقليم.
قالت يوديتا إيهاب من منزلها في حي الديم بوسط العاصمة السودانية وهي تضع مساحيق التجميل استعدادا للمشاركة في الاحتفال، قبل أن تستعد لتحضير القهوة على الطريقة الإثيوبية "منذ 3 أعوام أشارك في احتفالات أشنده لأنه يمثل ثقافتنا".
بالمناسبة، تجمع آلاف الإثيوبيين في حديقة بالعاصمة السودانية على أصوات طبول تقرعها النساء وتغني معها أغنيات تقليدية بلغة التيغراي، وقد وضعت بعضهن على رؤوسهن علم إقليم تيغراي بلونه الأحمر.
تمتد احتفالات أشنده من الحادي والعشرين من أغسطس إلى السادس والعشرين منه.
ويُسمى العيد تيمنًا بنبتة خضراء تنمو في إقليم تيغراي وتصنع منها النساء حزاما يضعنه في وسطهن أثناء مشاركتهن في الاحتفال بالرقص والغناء.

قالت نعبالي كحتاي وهي تغطي رأسها بعلم تيغراي في وسط ساحة الاحتفال، "على الرغم من أننا في ظروف صعبة نتيجة للحرب التي تدور في تيغراي وما يجري لأهلنا، لكننا نحتفل لنعبر عن هويتنا".
فقدت كحتاي منذ عامين الاتصال ببقية أفراد أسرتها التي تعيش في منطقة قريبة من ميكيلي عاصمة الإقليم، وقالت "لا نعرف هل هم أحياء أم أموات".
والإقليم محروم منذ أكثر من عام من الكهرباء والاتصالات والخدمات المصرفية والوقود.
وبعد أن مني متمردو تيغراي بهزيمة سريعة في نوفمبر 2020 على أيدي القوات الحكومية، شنوا في منتصف 2021 هجومًا مضادًا وسيطروا على القسم الأكبر من المنطقة جعلهم يقتربون من أديس أبابا، قبل أن يتراجعوا إلى تيغراي.
خُصص عائد احتفالات الخرطوم لدعم اللاجئين الذين فروا إلى السودان جراء الحرب والذين تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أنهم حوالي 70 ألف شخص يعيشون في مخيمين بولاية القضارف شرق السودان.
بالمثل تحسرت عزيزة مصطفى التي عاشت كل حياتها في السودان ودرست اللغة الإنجليزية بجامعة سودانية لأنها لا تعرف شيئا عن أسرتها الممتدة.

وقالت، "خالاتي وأخوالي يعيشون في منطقة شيري بتيغراي، ومنذ عامين أخبارهم مقطوعة، في يناير 2021 سمعنا أنهم بخير لكن بعد ذلك لم نعرف مصيرهم".
في احتفال أشنده تمشط الفتيات غير المتزوجات شعورهن بطريقة معينة تختلف عن طريق تمشيط شعر المتزوجات، كما يأكل المحتفلون أطعمة تقليدية بعد أن ينهوا صياما خاصا بأتباع الكنيسة الأرثوذكسية لمدة 15 يوما يسمى "فستا" بلغة التيغراي.
وقالت نعبالي كحتاي، "الفتيات يمشطن شعرهن لخمسة أجزاء وهي فرصة لهن ليعبرن عن إحساسهن ويتباهين بجمالهن، أما المتزوجات فيمشطن شعرهن إلى الخلف مع وضع حزام أخضر من نبتة أشنده حول وسطهن وذلك لبعث الأمل بأن يكون العام المقبل أخضر وسعيدا".
وأضافت كحتاي "نتمنى أن نحتفل العام المقبل في تيغراي".