اليمن.. ميليشيا الحوثي تقر بارتفاع نسبة الجريمة في محافظة إب
اليمن.. ميليشيا الحوثي تقر بارتفاع نسبة الجريمة في محافظة إب
أقرت ميليشيا الحوثي الإرهابية بوقوع المئات من حالات الجرائم في عدد من مديريات محافظة إب اليمنية الخاضعة لسيطرتها، خلال شهر واحد.
واعترفت الميليشيا بمقتل وإصابة 38 شخصا في المحافظة، في ظل فوضى أمنية عارمة تشهدها المحافظة الخاضعة لسيطرتها المسلحة، وفق صحيفة المنتصف اليمنية.
وأكدت الميليشيا في تقرير لها "وقوع 605 جرائم خلال أغسطس الماضي، تنوعت بين القتل والإصابة والسرقة والاعتداء والنهب وجرائم النصب وأخرى مختلفة".
وبحسب التقرير، فإن من "بين الجرائم التي تم الكشف عنها 51 جريمة سرقة (منازل ومحلات تجارية وسيارات ودراجات نارية وغيرها)، فضلا عن تسجيل 150 جريمة نصب واحتيال وجرائم نهب ممتلكات وأخرى".
ولم يشر التقرير إلى الجرائم التي ترتكبها الميليشيا الحوثية بشكل في مختلف مديريات المحافظة، في الوقت الذي ذكر التقرير تلك الأرقام باعتباراتها إنجازات أمنية تم ضبط مرتكبيها.
تعذيب وتصفية
قامت ميليشيا الحوثي الإرهابية بتصفية أسيرين من القوات الحكومية أحدهما، من منتسبي المقاومة الوطنية في الساحل الغربي.
وقالت مصادر حقوقية، إن ميليشيا الحوثي قامت بتعذيب الأسيرين ليث عبد العزيز أحمد الصبري والشاب عبدالباري إبراهيم عبده يحيى، حتى الموت في مدينة الصالح شمال شرق مدينة تعز، حيث وصل جثماناهما الثلاثاء إلى المستشفى العسكري بتعز عبر الصليب الأحمر.
وطالبت المقاومة الوطنية في بيان، من لجنة الصليب الأحمر بإجراء تحقيق شفاف للكشف عن ملابسات وفاة الأسير (ليث عبدالعزيز أحمد عب الله)، في سجون ميليشيا الحوثي، وإعلان موقف دولي يدين الجريمة ويحاسب الجناة ويضع حدا لجرائم الحرب والانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى والمختطفون في سجون المليشيات الحوية.
وبحسب البيان، فقد تم أسر الجندي ليث عبدالعزيز أحمد عبدالله أحد منتسبي حراس الجمهورية، وظل في سجون ميليشيا الحوثي حتى تسليم جثته الثلاثاء إلى المستشفى العسكري في تعز عبر الصليب الأحمر، وعليها آثار التعذيب الوحشي ظاهرة بوضوح في أجزاء مختلفة من جسده.
وتأتي هذه الحادثة البشعة في سياق جرائم ميليشيا الحوثي بحق الأسرى والمختطفين طيلة الـ8 سنوات الماضية.
تقارير حقوقية
ووثقت تقارير حقوقية تصفية مئات الأسرى والمختطفين في سجون ميليشيا الحوثي الإرهابية، منهم أكثر من 27 أسيرا ومعتقلا تم تصفيتهم في سجون مدينة الصالح شمال شرق مدينة تعز، وكانت الميليشيا الحوثية ادعت لسنوات عدم وجودهم في معتقلاتها، واكتشف الأهالي جثامين أبنائهم بعد رميهم في ثلاجة مستشفيات آب كمجهولي هوية، ودائما تكون اتصالات فاعل خير والبعض يتم الاتصال بأسرهم وتسليم الجثامين تحت جنح الليل وتهديد ذويهم بعدم البوح أو الحديث حول ذلك، وقد شهدت تعز مؤخرا خروج عدد من الأسرى توفوا فور خروجهم من المعتقلات بسبب تعذيب ميليشيا الحوثي لهم.
وفي وقت سابق طالب ناشطون وحقوقيون، المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ بالالتفات لمعاناة المختطفين والأسرى والتحقيق في الفظائع التي ترتكبها ميليشيا الحوثي بحقهم، والضغط على هذه الميليشيا لإطلاق سراحهم بموجب الهدنة الأممية وفتح تحقيق أممي حول تصفية الأسرى والمعتقلين في سجون الحوثي الإرهابية، وخصوصا مدينة الصالح الذي يتجاوز عدد الوفيات في سجونها العشرات.
وفي يوليو الماضي قالت منظمة مساواة للحقوق والحريات، أنها وثقت وفاة نحو 300 مختطف جراء التعذيب في سجون ومعتقلات ميليشيا الحوثي منذ انقلابها على الشرعية في سبتمبر 2014م.
أزمة سياسية ومعاناة إنسانية
ويشهد اليمن معاناة إنسانية كبيرة منذ أكثر من 7 سنوات نتيجة الحرب المستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية من جهة، والحوثيين المدعومين من إيران، المسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء من جهة أخرى، وذلك منذ سبتمبر 2014.
ويسيطر المتمردون على صنعاء ومعظم مناطق الشمال اليمني ومن بينها مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر والتي تضم ميناء يعتبر شريان حياة ملايين السكان في مناطق الحوثيين.
وتسببت الحرب في اليمن بمصرع أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو غير مباشر، ونزوح الآلاف في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حسب وصف الأمم المتحدة.
وكان المبعوث الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، قد أعلن أن أطراف النزاع "استجابت على نحو إيجابي" لمقترح الأمم المتحدة بشأن هدنة لمدة شهرين دخلت حيّز التنفيذ اعتباراً من الثاني من إبريل الماضي وتم تجديدها بعد انقضاء فترة الشهرين بموافقة جميع الأطراف.
فيما أخلّت ميليشيا الحوثي بالتزاماتها، بما في ذلك رفع حصارها المفروض على محافظة تعز.
وتسعى الأمم المتحدة إلى تحويل الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار، من أجل الشروع في إحياء مسار الحوار السياسي المتوقف عملياً منذ التوقيع على اتفاق السويد الخاص بالحديدة في عام 2018.