خبراء: لا مجال لحرب نووية.. وأمريكا تستعدي العالم على الدب الروسي

خبراء: لا مجال لحرب نووية.. وأمريكا تستعدي العالم على الدب الروسي
بوتين والتهديدات النووية

 

وسط أزمات عدة يواجهها العالم، وعلى رأسها أزمة التغيرات المناخية التي ربما تتسبب في فناء الكوكب، لا يعمل رؤساء الدول الكبرى بفقه الأولويات وما يجب الاصطفاف عليه لحل الأزمة.

الحرب لا تقف عند استخدام السلاح، بل هناك حرب نفسية يقودها جو بايدن رئيس الولايات المتحدة باستعداء العالم وتخويفه من تلويح الدب الروسي باستخدام "النووي" في حربه المشتعلة ضد أوكرانيا، ولكن هل ستكون هناك حرب نووية تجر العالم إلى حرب عالمية ثالثة فعليًا، أم هي حرب باردة لا غير؟

البداية كانت بتحذير أحد كبار مستشاري الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأسبوع الماضي، من أن العواقب ستكون "كارثية" إذا نفذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تهديده باستخدام السلاح النووي في الحرب على أوكرانيا.  

وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، لشبكة (إن بي سي)، إن الولايات المتحدة تعتزم أن تجعل روسيا تفهم بوضوح "ما ستكون عليه العواقب إذا سلكت الطريق المظلم لاستخدام الأسلحة النووية"، مشددا على أن هذه العواقب "ستكون كارثية". 

أضاف: "لدينا القدرة على التحدث مباشرة على مستوى عالٍ مع الروس لنقول لهم بوضوح ما هي رسالتنا والاستماع إلى رسالتهم".

وأوضح سوليفان: "لقد حدث ذلك في شكل متكرر خلال الأشهر الأخيرة، بل إنه حدث في الأيام الفائتة"، لكنه لم يخض في التفاصيل الدقيقة لطبيعة قنوات الاتصال المستخدمة، وذلك سعيا إلى حمايتها. 

وسبق لواشنطن أن حذرت مرارا من احتمال لجوء موسكو إلى أسلحة نووية. 

وقبل أن يلوح الرئيس الروسي ضمنيا بهذا التهديد، كان بايدن قال في 16 سبتمبر ردا على سؤال عن هذا الموضوع "لا تفعلوا ذلك.. لا تفعلوا ذلك. لا تفعلوا ذلك، ستُغيّرون وجه الحرب بطريقة لم نشهدها منذ الحرب العالمية الثانية". 

وبعد أن أعلن الرئيس الروسي استعداده لاستخدام "كل ما لديه من وسائل" دفاعية، رفعت واشنطن نبرتها مجددا، مشددة على أنها تأخذ هذا التهديد "على محمل الجد" ومتوعدة برد "قاسٍ".

انطلاقًا من خطورة الأزمة ناقشتها "جسور بوست"، مع متخصصين لتحليل تلك التصريحات وما يمكن أن تصل إليه الأمور.

https://jusoorpost.com/public/uploads/image(2).jpg

حرب نفسية واستعداء العالم لروسيا

قال أستاذ الاقتصاد والعلاقات الدولية، ورئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، رشاد عبده، إن ما تسعى إليه الولايات المتحدة هو حرب نفسية لتصوير الدب الروسي بمظهر "البعبع المرعب"، أمام العالم.

ومن ناحية أخرى، تكون قد نبهت العالم وجعلته مستعدًا حال حدوثه ونفذت روسيا تهديدها واستخدمت النووي، فهذه سياسة أمريكا وسبق أن استخدمتها مع سوريا حيث ادعت عليها استخدامهم للكيماوي في الحرب، وربما ادّعو ذلك أيضًا على روسيا في الفترة القادمة.

وأضاف الخبير الاقتصادي: الأسلحة النووية اختلفت، فما يمكن استخدامه هو النووي المخفف لا النووي المستخدم في "هيروشيما ونجازاكي"، بحيث يؤثر في المناطق المستهدفة فقط وليس النووي الذي على إثره تقوم حرب عالمية ثالثة، والنووي الثقيل الذي بسببه تمحى دول ويموت ملايين من البشر.

https://jusoorpost.com/public/uploads/19_2017-636401640526015529-601(17).jpg

لا مجال للحرب النووية 

وقال الخبير الأمني ورئيس جهاز أمن الدولة المصرية سابقًا، فؤاد علام: "إن المنتظر حدوثه نتيجة للحرب الروسية الأوكرانية سيكون على المستويات كافة، وسيخلف آثارًا مدمرة لكل دول العالم، وليس بشرط أن ينال الخراب الدول الصغرى فقط، إن ألمانيا معرضة بدورها لأزمة اقتصادية طاحنة وكذلك إنجلترا بل جميع دول الاتحاد الأوروبي، خاصة بعد تفاقم أزمة الغاز وقدوم الشتاء، وما ينتظرونه من كساد اقتصادي وتضخم غير مسبوق". 

https://jusoorpost.com/public/uploads/17201214103343.jpg

وتابع الخبير الأمني لـ"جسور بوست": "أستبعد حدوث حرب عالمية ثالثة، فما وجدته الدول من الحرب العالمية الثانية يجعلها ترتعد من مجرد الفكرة، خاصة أنه إذا حدثت ستقود حتمًا إلى حرب ذرية يفنى بسببها العالم بأجمعه".

وأكد علام أنه رغم ما يعانيه العالم من حالة ارتباك شديد إلا أنه يستبعد تمامًا الاقتراب من حرب عالمية، فليس هناك من دولة تتجرأ على شن تلك الحرب، فكلما اقتربوا من تلك الفكرة سنجدهم يتراجعون على الفور.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية