اليوم الدولي للفتاة.. 10 ملايين مراهقة بالعالم معرضات لمخاطر الزواج المبكر
اليوم الدولي للفتاة.. 10 ملايين مراهقة بالعالم معرضات لمخاطر الزواج المبكر
وسط حزمة من الأزمات العالمية، لا تزال الفتيات يواجهن عددا لا يحصى من التحديات والتي تفاقمت مؤخرا بسبب أزمات تغير المناخ وجائحة كورونا والنزاعات الإنسانية.
ويحيي العالم اليوم الدولي للفتاة، في 11 أكتوبر من كل عام، للتذكير بأهمية الاعتراف بحقوق الفتيات وبالتحديات الفريدة التي تواجهها الفتيات في جميع أنحاء العالم.
وتحتفل الأمم المتحدة هذا العام بيوم الفتاة تحت شعار "وقتنا الآن.. حقوقنا ومستقبلنا"، داعية إلى ضرورة إتاحة مزيد من الفرص للفتيات لإسماع أصواتهن على المسرح العالمي.
وبحسب تقديرات أممية، لا تزال الاستثمارات في حقوق الفتيات محدودة، ويواجهن عدد لا يحصى من التحديات لتحقيق إمكاناتهن؛ وتفاقمت تلك التحديات بسبب أزمات تغير المناخ المتزامنة وجائحة كورونا والنزاعات الإنسانية.
ولم تزل الفتيات في جميع أنحاء العالم يواجهن تحديات غير مسبوقة في تعليمهن، وسلامتهن الجسدية والعقلية، وإتاحة الحماية اللازمة لتوفير حياة خالية من العنف.
ومنذ مطلع عام 2020، تسببت جائحة كورونا في تفاقم الأعباء الحالية على الفتيات في جميع أنحاء العالم، فضلا عن أنها أجهضت مكاسب مهمة تحققت على مدار العقد الماضي.
وتقول الأمم المتحدة إن 600 مليون مراهقة في العالم أظهرت مرارًا وتكرارًا أنه في ظل المهارات والفرص المتاحة، يمكن أن يصبحن صانعات للتغيير الدافع للتقدم في مجتمعاتهن.
وأوضحت أنه "حان الوقت أن نتحمل المسؤولية -مع الفتيات ولأجلهن- وأن نستثمر في مستقبل يؤمن بقدرتهن وقيادتهن وإمكاناتهن".
مخاطر وتحديات
وتعرضت الفتيات لآثار عميقة جراء تفشي جائحة كورونا، إذ تزايدت معدلات الزواج المبكر بسبب مجموعة من الصدمات الاقتصادية، وإغلاق المدارس، وانقطاع خدمات الصحة الإنجابية.
وتؤكد الأمم المتحدة أن ما يصل إلى 10 ملايين فتاة معرضات لمخاطر زواج الأطفال، كما تعد الفتيات ضحايا للاستغلال الجنسي بنسبة 72% من إجمالي الضحايا الإناث اللاتي أبلغن عن تلك الوقائع.
ويفتقر ما يقرب من نصف المدارس الابتدائية في أقل البلدان نمواً إلى مراحيض منفصلة لكل جنس، وهو عامل مهم لتشجيع الفتيات على الحضور، كما يفتقد ثلثا المدارس الكهرباء.
وعلى الصعيد العالمي، تقل نسبة الإناث بين خريجي أقسام العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات عن 15% في أكثر من ثلثي البلدان بالعالم.
ودعت الأمم المتحدة إلى مشاركة القصص ذات الصلة بالاهتمامات البشرية والمدونات ومقاطع الفيديو الخاصة بصانعات التغيير والشبكات والمنظمات الملهمة التي تتيح الموارد للفتيات، وتسمح لهن بتولي القيادة وتعزيز الخدمات المقدمة لهن.
وقالت في بيان بهذه المناسبة: “فلنعمل بشكل جماعي على تقوية قيادتهن وتأثيرهن لإلهام الآخرين، وإشراك المسؤولين الحكوميين وواضعي السياسات وأصحاب المصلحة للقيام باستثمارات هادفة تعالج غياب المساواة الذي تعاني منه الفتيات”.
وأوضحت أن غياب المساواة الذي تتعرض له الفتيات يتعلق أيضا بـ"الوصول إلى خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي في مواجهة النزاعات والهجرة القسرية والكوارث الطبيعية وآثار تغير المناخ".
وبحسب دوريات أممية فإن للمراهقات الحق في التمتع بحياة آمنة والحصول على التعليم والصحة، وليس فقط خلال هذه السنوات التكوينية الحاسمة من عمرهن، ولكن أيضا في مرحلة نضجهن ليصبحن نساء.
وتقول إنه "إذا تم تقديم الدعم بشكل فعال خلال سنوات المراهقة، فإن الفتيات لديهن القدرة على تغيير العالم من خلال التمكين ليصبحن في الغد عاملات وأمهات ونساء أعمال ورئيسات أسر وقادات سياسية".
وسيعود الاستثمار في تحقيق قوة المراهقات والتمسك بحقوقهن اليوم، بمستقبل أكثر عدلا وازدهارا، حيث إن نصف البشرية هي شريكة على قدم المساواة في حل مشكلات تغير المناخ والصراع السياسي والنمو الاقتصادي والوقاية من الأمراض والاستدامة العالمية.
وتتضمن خطة التنمية المستدامة 2030 التي اعتمدتها الأمم المتحدة عام 2015، قضيتي تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، لأنه بضمان حقوق النساء والفتيات يمكن تحقيق العدالة والإدماج وبناء الاقتصادات التي تعمل من أجل الجميع والحفاظ على البيئة المشتركة للأجيال القادمة.