آلاف يتظاهرون في ألمانيا احتجاجاً على سياسة الطاقة والتضخم
آلاف يتظاهرون في ألمانيا احتجاجاً على سياسة الطاقة والتضخم
تظاهر الآلاف من الأشخاص مجددا في عدة ولايات شرقي ألمانيا، احتجاجا على سياسة الطاقة والتضخم وتداعيات الحرب الأوكرانية، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.
وحسب بيانات أولية أصدرتها شرطة ولاية "مكلنبورج-فوربومرن"، أمس الاثنين، خرج نحو 7000 شخص إلى الشوارع في أكثر من 15 مدينة.
وطالب خطباء في مظاهرات في مدينتي "شفيرين" و"نويبراندنبورج" بسياسة طاقة يمكن للناس تحملها وبتكاليف معيشة في المتناول، كما تمت الدعوة في عدة مظاهرات إلى إجراء مفاوضات سلام، وذلك في ما يتعلق بالحرب الروسية على أوكرانيا، وبوقف توريدات الأسلحة إلى أوكرانيا وسحب العقوبات على روسيا.
ووصل عدد المتظاهرين في "شفيرين" عاصمة الولاية إلى ما يقرب من 2400 متظاهر، وقدرت الشرطة عدد المتظاهرين في ولاية "سكسونيا-آنهالت" في عدة مدن بأكثر من 1000 شخص في كل مدينة منها، على سبيل المثال "ماجدبورج" و"هاله".
ورفع متظاهرون في ماجدبورج لافتات تحمل عبارات مثل: " كفوا عن كذبة توريد الغاز"، و"لن ننقذ العالم أجمع"، و"أوقفوا انفجارات الأسعار من أجل السلام والحرية والرخاء".
وشهدت ولاية "تورينجن" مظاهرات في مدن جيرا وينا وارفورت، كما شهدت ولاية سكسونيا مظاهرات في "كمنيتس" و"لايبتسيج" و"دريسدن"، ولم تحدد الشرطة بعد العدد الدقيق للمشاركين، لكن متحدثا باسم الشرطة قال إن المظاهرات سارت بشكل هادئ إلى حد كبير.
روسيا تخفض الإمدادات
ومنذ غزوها أوكرانيا، خفضت موسكو إمدادات الغاز إلى ألمانيا قبل أن توقفها في مطلع سبتمبر، حيث تمثل واردات الغاز الروسي 55 بالمئة من إمدادات البلاد قبل النزاع الروسي الأوكراني الذي انحازت فيه ألمانيا لأوكرانيا.
لضمان أمن الطاقة والحفاظ على صناعتها التي تستهلك الغاز بشكل كبير، تسعى برلين إلى الحصول على مصادر بديلة وزادت بشكل كبير مشترياتها من الغاز المسال، لكن استيراده مكلف جداً.
ولجأت ألمانيا، كحال القارة بأكملها، بشكل خاص إلى الولايات المتحدة التي زادت صادرات الغاز الطبيعي المسال نحو أوروبا من 28 بالمئة إلى 45 بالمئة بين عامي 2021 و2022، لذلك تحدث هابك عن الموردين الأمريكيين بشكل خاص.
وللحد من تداعيات ارتفاع أسعار الغاز على السكان والشركات، خصصت الحكومة الألمانية صندوق مساعدات بقيمة 200 مليار يورو (نحو 197 مليار دولار أمريكي)، وتعرضت هذه الخطة لانتقادات دول أوروبية، في مقدمتها فرنسا وإيطاليا، متهمة برلين بمعالجة هذا الأمر على حدة.
أزمة طاقة
تتأهب أوروبا بأسرها لكابوس قطع روسيا إمدادات النفط عن الدول الأوروبية، كرد فعل للعقوبات الدولية المفروضة على موسكو بسبب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وقالت الكاتبة كريستينا لو، في مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إن القارة الأوروبية تتأهب حالياً لأكبر أزمة طاقة تتعرض لها عبر تاريخها بسبب قطع روسيا إمدادات الغاز والنفط عنها، ولا سيما أن الدول الأوروبية تعتمد على روسيا بنسبة تصل إلى 40% في توفير احتياجاتها من الطاقة ما جعل الواردات الروسية تمثل شريان حياة بالنسبة لدول أوروبا.
وقالت إن تلك الأوضاع أثارت قلق ومخاوف قادة الدول الأوروبية ولا سيما في ظل الارتفاع الجنوني في أسعار الطاقة عالمياً، ما دفع العديد من الدول إلى اللجوء إلى خطط طوارئ لمواجهة الأزمة الحالية.