نازحة من الروهينغا: المساعدات الغذائية وحدها "لا تكفي"

نازحة من الروهينغا: المساعدات الغذائية وحدها "لا تكفي"
صورة ارشيفية لأحدى النازحات

سوبيكا بيجوم، امرأة من الروهينغا فرت من ميانمار في أعقاب أعمال العنف في أغسطس 2017 بعد مقتل زوجها وتعذيب أفراد أسرتها الآخرين، كان إيجاد فرص لكسب الدخل لإعالة أسرتها المكونة من ثمانية أفراد أمرًا صعبًا، حيث تدعم "سوبيكا" أطفالها الستة وأمها وإحدى شقيقاتها، فيما يعيش إخوتها وأخواتها الآخرون منفصلين في مخيمات مختلفة.

عندما وصلت "سوبيكا" وعائلتها إلى المخيمات، تركوا كل متعلقاتهم وراءهم، ولم تكن المساعدات الغذائية الإنسانية وحدها كافية لتغطية احتياجاتهم، لذلك كانت تكافح للعثور على عمل أو لكسب الفرص.

تقول "سوبيكا": "عندما فررنا من بلدنا إلى بنغلاديش، كنت مسؤولة عن رعاية تسعة أفراد من عائلتي، بمن فيهم أطفالي وأمي وأختي وأنا، ولم تكن المساعدات الانسانية تكفي احتياجاتنا".

تروي سوبيكا أوضاعها في تلك الفترة قائلة: "كنت أشعر بالعجز الشديد لأن هناك الكثير من أفراد الأسرة ينتظرون مني أن أفعل شيئًا لهم، لكن لم يكن هناك طعام لآكله، ولا مأوى للبقاء فيه، ولا أحد يساعدني.. ومواد الإغاثة التي كنت أستلمها من المنظمات غير الحكومية المختلفة لم تكن كافية للجميع.. ذهبت إلى أماكن مختلفة بحثًا عن فرص عمل لكن لم أحصل على عمل".

الآن، تعمل سوبيكا كعامل ماهر في المعسكر 13 في إطار برنامج النقد مقابل العمل للحد من مخاطر الكوارث (DRR)، بدعم من الشراكة الإنسانية الأسترالية من خلال منظمة كير بنغلاديش، بعد ان تعرفت على البرنامج في يوليو 2021، وتقدمت بطلب للعمل.

عندما بدأت "سوبيكا" العمل في المعسكر تم توظيفها "عاملة غير ماهرة" لكنها أظهرت مهارات جيدة واكتسبت بسرعة معرفة بأعمال البناء، وكانت لديها أيضًا الرغبة في معرفة المزيد، ولذلك انتقلت الآن إلى منصب "عاملة ماهرة".

وبصفتها المعيل الرئيسي لأسرتها، كان الوصول إلى العمل المنتظم أمرًا تحويليًا في حياتها، تستطيع "سوبيكا" الآن توفير ما يكفي من الطعام للعائلة بأكملها، دون أن تضطر إلى الاقتراض من الجيران لمجرد تحمل تكاليف المواد الأساسية، وهي أيضا قادرة على تحمل تكلفة الملابس وغيرها من الاحتياجات، الأهم من ذلك، تمكن أطفالها أيضًا من العودة إلى المدرسة.

تقول "سوبيكا": "عندما أتيحت لي الفرصة للعمل مع فريق منظمة كير الدولية، كعامل ماهر، ساعدني ذلك وأفراد عائلتي على التغلب على وضع رهيب، وبفضل هذه الفرصة، يمكنني الآن إرسال أطفالي إلى المدرسة، ان لم أحصل على هذه الفرصة، كان علي أن أدفع أطفالي للعمل".

ومن خلال المشروع، تحضر"سوبيكا" أيضًا جلسات التعلم والتوعية على أساس منتظم، والتي تغطي مجموعة من القضايا التي تؤثر على المجتمعات في المخيمات مثل التأهب للكوارث والاستجابة للحرائق والاتجار بالبشر.

وكان لعمل "سوبيكا" فائدة مزدوجة، فهو لم يحسن ظروف عائلتها فحسب، بل جعل معسكرهم مكانًا أفضل وأكثر أمانًا للعيش فيه، وجعلت المسارات الجديدة من السهل التنقل، بما في ذلك إلى مرافق النظافة، وقللت من مخاطر الكوارث مثل الحرائق والفيضانات.

تقول "سوبيكا": "أشعر بالسعادة حقًا عندما أرى أشخاصًا من مجتمعي يستفيدون من المشروع الذي أعمل فيه".

ومن خلال مشروع النقد مقابل العمل للحد من مخاطر الكوارث، أتيحت الفرصة لأكثر من 3600 شخص من مجتمع الروهينغا لدعم أسرهم، مثل "سوبيكا"، وفي الوقت نفسه، تحسنت البنية التحتية للمخيمات، مما قلل من التعرض للكوارث وزاد من نوعية الحياة.

واستجابة برنامج المساعدة الإنسانية في بنغلاديش هي الآن في مرحلتها الثالثة، وتشمل المنظمات الأسترالية غير الحكومية وعددها ستة والعديد من الشركاء المحليين.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية